دعا أمس الخبير الأمني أحمد ميزاب إلى تنسيق أمني بين دول الميدان للحيلولة دون التواصل مع الخلايا النائمة خصوصا عقب الحديث عن رسالة ”المناورة” لأمير تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإرهابي دروكدال الذي توعد فرنسا بهجمات إرهابية عقب اندماج تنظيمات عبر ما يسمى ”أنصار الإسلام”. وأشار رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة أحمد ميزاب ل”الفجر”، إلى محاولة تنظيم دروكدال المناورة والاستعراض من طرف بقايا القاعدة أو التي تتبنى نهج تنظيم القاعدة الإرهابي مع تراجع نفوذ تنظيم داعش. وتابع بأن رسالة دروكدال تؤكد أنه يستخدم نفس التكتيكات السابقة للقاعدة في استهداف الأجانب واستهداف المصالح الغربية في المنطقة. وتؤكد العملية الإرهابية الاخيرة في النيجرومالي هذا التحول لتنظيم ”أنصار الإسلام” في تنفيذ العمليات الاجرامية عن طريق استهداف المصالح الغربية واختطاف الاجانب. وشدد الخبير الامني على ضرورة التنسيق الامني ضمن دول الميدان والحيلولة دون التواصل مع الخلايا النائمة والاسراع في تفعيل بنود المصالحة المالية في مالي. وقال ميزاب إن تنظيم ”أنصار الإسلام والمسلمين” يتوغل في المنطقة الرخوة في الساحل الافريقي التي تعاني من فراغ أمني كمحاولة إعادة لملمة شتاته. ورصد ميزاب في وقت سابق أربع بؤر سوداء موزعة على الشريط الحدودي الجزائري، تستدعي الحيطة والحذر وتتمثل في المثلث الحدودي (تونس – الجزائر – ليبيا)، المثلث الحدودي (النيجر – ليبيا – الجزائر) والمثلث الحدودي (مالي – موريتانيا – الجزائر)، إضافة إلى منطقة الممتدة من الشعانبي في تونس إلى المناطق الجبلية المتاخمة للشعانبي في الجزائر، حيث وصفها بالمناطق عالية الخطورة. و تعكس دعوة امير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تنظيمات إرهابية لأن تحذو حذو تنظيم أنصار الإسلام من أجل ”تحقيق الوحدة” اعترافا بالخلافات والانشقاقات الموجودة بتلك الجماعات الإرهابية المنشقة عن القاعدة. وفي كلمة صوتية بثها التنظيم الإرهابي، أيد أبو مصعب عبد الودود إعلان تشكيل ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، والتي تضم جماعات أنصار الدين وكتائب ماسينا والمرابطون وإمارة منطقة الصحراء، تحت قيادة إياد أغ غالي. وأعلنت تلك الجماعات مسؤوليتها عن هجمات متكررة على قوات حفظ السلام المالية والفرنسية التابعة للأمم المتحدة في السنوات الماضية لكنها كانت منقسمة ومتنافسة دائما مع بعضها. كما توعد ”أبو عبد الودود”، الحكومة الفرنسية بالثأر منها، معربا عن أمله بزيادة فاعلية الإرهابيين في صحراء مالي بعد اندماجاتهم.