أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداد واشنطن للرد على التهديدات النووية لكوريا الشمالية بمفردها إذا لم تضغط الصين على بيونغ يانغ. وقال ترامب، في تصريحات يوم أمس، ”إذا لم تعمل الصين على حل مشكلة كوريا الشمالية فإننا سنحلها، هذا كل ما أستطيع قوله”، مشددا على استعداد بلاده القيام بالرد المناسب على التهديدات الكورية. كان ترمب انتقد في وقت سابق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قائلا: ”إنه يتصرف بشكل سيء للغاية. ونقلت صحيفة ”فاينانشال تايمز” الأمريكية عن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي كيه تي ماكفرلاند قوله ” هناك إمكانية حقيقية أن تتمكن كوريا الشمالية من ضرب الولاياتالمتحدة بصاروخ مزود برأس نووي مع نهاية الولاية الأولى لترامب”. يشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت في شهر مارس الماضي في نشر نظام ”ثاد” المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية لمواجهة التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وهي خطوة تعارضها بكين بشدة. كما شرعت، مطلع الشهر الماضي في مناورات بحرية على نطاق واسع مع كوريا الجنوبية تستمر حتى نهاية أفريل الحالي، أُقحمت فيها حاملة الطائرات ”كارل فينشن” لردع أي استفزازات محتملة من الشمال في المياه حول شبه الجزيرة الكورية . وأعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي الأحد أن بلادها بصدد ”الضغط” على بيكين للعمل على وقف تطوير كوريا الشمالية السلاح النووي. وقالت هالي في مقابلة معها بثتها الأحد شبكة ”إيه بي سي”، قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى واشنطن إن ”الدولة الوحيدة التي تستطيع كبح جماح كوريا الشمالية هي الصين، والصينيون يعلمون ذلك وعليهم العمل من أجل ذلك”. واعتبرت هالي أن النقاش الأهم بين ترام والرئيس الصيني الذي يستعد لزيارة واشنطن سيكون حول منع انتشار السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وسيزور الرئيس الصينيالولاياتالمتحدة. الخميس والجمعة. وسيعقد لقاء مع الرئيس دونالد ترامب في مقر الأخير في مارالاغو في فلوريدا. وأعلن ترامب الخميس في تغريدة أن اللقاء سيكون ”صعبا للغاية”. وفي السياق شرعت جيوش الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان، أمس الاثنين، في تنفيذ مناورات بحرية مشتركة تدوم ثلاثة أيام ويشارك فيها 800 عسكري، الغرض من إجرائها التصدي لصواريخ إستراتيجية بحر- أرض التي قد تطلقها كوريا الشمالية من غواصات. ونفذت المناورات قبالة جنوب شبه الجزيرة الكورية، وهي تشمل مدمرات ومروحيات متخصصة في مكافحة الغواصات. وتسعى بيونغ يانغ لتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية ويمكنها أن تبلغ أراضي الولاياتالمتحدة. وحذرت بيونغ يانغ في وقت سابق من أنّ التدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية، تدفع شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا نحو ”كارثة نووية”. وقال سفير كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة، جا سونغ نام، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي: ”إن التدريبات العسكرية المشتركة، التي شرعت فيها واشنطن وسيئول في مطلع الشهر الماضي ”هي مناورات لحرب نووية مكشوفة، وقد تؤدي إلى نشوب حرب فعلية”. ويشار إلى أنّ كوريا الشمالية أجرت خمس تجارب نووية، اثنتان منها عام 2016، ويخشى خبراء أن تقدم بيونغ يانغ على تجربة نووية سادسة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، دعا كوريا الشمالية ”للكف عن الاستفزاز والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلّقة بأنشطتها النووية”، معرباً عن قلقه بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية وقال غوتيريس: ”نريد من كوريا الشمالية الامتثال الكامل لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والكف عن الاستفزاز”. يشار إلى أن كوريا الشمالية تخضع لعقوبات دولية، بموجب 6 قرارات معتمدة من قبل مجلس الأمن الدولي منذ عام 1993. وكان المجلس قرر العام الماضي تشديد العقوبات من خلال قراره رقم 2270، الذي نص على ”خضوع جميع الشحنات من وإلى كوريا الشمالية، لتفتيش إلزامي، إضافة لفرض حظر على تصديرها الفحم والحديد والذهب والتيتانيوم والمعادن النادرة، وحظر استيرادها وقود الطائرات، إضافة إلى كل المواد المتعلقة بالنشاط النووي”.