دعا المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب)، في ختام أشغاله بمكة المكرمة، إلى وضع استراتيجية شاملة لتجفيف منابع الإرهاب، مؤكدا أن (الإرهاب لا دين له ولا وطن، واتهام الإسلام به ظلم وزور تدحضه نصوص القرآن القطعية بتنزله رحمة للعالمين، ومحاربته للظلم بجميع صوره وأشكاله). وطالب المشاركون في المؤتمر، قادة الأمة الإسلامية بالعمل على تحكيم الشريعة الإسلامية، ونصرة قضايا الأمة، ومكافحة الفساد، والحد من البطالة والفقر، ورعاية حقوق المواطنة لجميع مكونات المجتمع، وتقوية المؤسسات الدينية والقضائية ودعم رسالتها واستقلالها. وحث المؤتمر، في بيانه الختامي الذي نشرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، على تعزيز التضامن الإسلامي والتصدي لمحاولات تمزيق الأمة دينياً ومذهبياً وعرقياً، ودعم الأقليات المسلمة في الحفاظ على هويتها، والدفاع عن مصالحها. وشدد المؤتمرون على ضرورة مراجعة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية، والخطاب الديني بما يحقق المنهج الوسطي والاعتدال. كما دعا المؤتمر العلماء بالقيام بواجب النصح والإرشاد للأمة وقادتها بالحكمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام، وفق هدي سلف الأمة وأئمة الإسلام، بعيداً عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. وطالب بتعزيز التنسيق بين المؤسسات الشرعية في الفتوى، والتصدي للنوازل العامة بالفتوى الجماعية، والتحذير من الفتاوى الشاذة، وتقوية التواصل مع الشباب، وتضييق الفجوة معهم، وتوسيع آفاق حوارهم، وإجابة استفساراتهم، والسعي في تعزيز نهج الوسطية بينهم. وحث المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، الشباب بالاعتصام بالكتاب والسنة، وهدي سلف الأمة، واجتناب الفتن، وموارد الفرقة والنزاع، والنأي عن الإفراط والتفريط، وصون الدماء، والثقة بالعلماء الربانيين الراسخين، والرجوع إليهم، والتفقه في الدين، وترسيخ الإيمان، والالتزام بالشرع، والنظر في تحقيق المقاصد، والموازنة بين المصالح والمفاسد، وعدم الاغترار بالشعارات البراقة التي ترفعها بعض الجهات بغير سند من كتاب ولا سنة. وأكد المشاركون في المؤتمر أن محاربة الإرهاب والتطرف الديني لا تكون بالصراع مع الإسلام، والترويج للإسلاموفوبيا، بل بالتعاون مع الدول الإسلامية وعلمائها ومؤسساتها، مبينين أن التطرف غير الديني من أهم أسباب الإرهاب، لأنه يستجلب العنف المضاد. وخاطب المؤتمر العالم ومؤسساته وشعوبه، قائلا (إننا نعيش جميعاً في عالم واحد، تتعايش فيه مجتمعاتنا، يتأثر كله بما يموج في جنباته، وهو ما يحتم شراكتنا في بناء الحضارة الإنسانية، والسعي في تحقيق مصالحنا المتبادلة وأن التواصل والحوار بين الناس لتحقيق التعارف ضرورة إنسانية)، مشيرا إلى أن الحرية لا تكون مسوغاً للإساءة للآخرين، والطعن في الرموز والمقدسات الدينية. ووجه المؤتمر نداء إلى وسائل الإعلام في العالم الإسلامي بتحري المصداقية في الأخبار، والامتناع عن الترويج للإرهاب ببث رسائله، والتصدي لدعاوى الفتنة والطائفية، وإرساء القيم والأخلاق الإسلامية، والتوقف عن بث المواد السلبية المصادمة لدين الأمة وثوابتها وقيمها.