أعلنت مصادر أمنية فرنسية مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين في اطلاق نار مساء الخميس بجادة الشانزيليزيه، أحد أرقى الشوارع في العالم وأكثرهم شهرة في قلب العاصمة باريس. وكان الشارع المؤدي إلى قوس النصر يعج بالمواطنين والسياح، لكن الشرطة سرعان ما طوّقت المكان وأخلته ونشرت رجال الأمن في محيطه. وأُفيد أنّا مطلق النار قُتل في الهجوم. وذكرت الشرطة في وقت لاحق، أنها داهمت منزل منفذ الهجوم المهاجم الذي قتل في إطلاق النار بشرق باريس. وقال فرانسوا مولانس المدعي العام الفرنسي، يوم أمس، أنه عُثر على بندقية وسكاكين في سيارته. وقال جان جامبون، وزير الداخلية البلجيكي لإذاعة ”في.آر.تي” العامة، إنّ منفذ الهجوم مواطن فرنسي. وقالت مصادر مقربة من التحقيق إن عمره 39 عاما وكان يخضع لتحقيق جهاز مكافحة الإرهاب، بعد أن أعرب عن نيته قتل شرطيين وأوقف في 23 فبراير ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكان حكم عليه 2005 بالسجن 15 سنة لمحاولته قتل شرطي وطالب وأخيه في منطقة باريس. ولم يتضح إن كان الشخص نفسه الذي نشر التنظيم اسمه. وقام الرجل الذى أرسلت السلطات البلجيكية مذكرة بحث عنه بتسليم نفسه صباح اليوم الجمعة فى مركز شرطة بمدينة ”أنفرس” البلجيكية. ونقلت مصادر إعلامية عن وكالة ”أعماق” لسان حال ما يُعرف بتنظيم الدولة الإرهابي ”داعش”، إعلان مسؤوليته عن الهجوم، وأفادت الوكالة أنّه يدعى أبو يوسف البلجيكي وهو أحد عناصر التنظيم. وكانت الشرطة رجحت أنّ الواقعة ”عمل إرهابي” وطوقت مكان الحادث ونصحت المواطنين بالابتعاد عن المنطقة. وقالت مصادر في الشرطة أنها أصدرت أمرا باعتقال مشتبه به ثان في الحادث. وذكر أمر الاعتقال إن الرجل وصل إلى فرنسا بالقطار قادما من بلجيكا. ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى اجتماع أمني طارئ في أعقاب الهجوم. وقال هولاند ”سنقوم بكل الجهود هنا وفي الخارج لمحاربة الإرهاب”. وقال هولاند في كلمة له في وقت متأخر من مساء الخميس: ”نحن مقتنعون بأن الدوافع وراء الاعتداء هي دوافع إرهابية”. مضيفا: ”طلبت عقد اجتماع لمجلس دفاعي غدا الجمعة عند الساعة الثامنة صباحا”. وأكد هولاند: ”سنقوم بتكريم وطني للشرطي الذي توفي وهو يؤدي واجبه”، مؤكدا ”كل التضامن مع قوات الأمن والشرطة”. واستطرد قوله: ”سنكون متأهبين وعلى أعلى درجات اليقظة خلال الانتخابات الرئاسية”. وفي أول رد فعل دولي حول الهجوم، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن إطلاق النار في باريس يبدو كما لو كان هجوما إرهابيا. وأعرب ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتيلوني، في البيت الأبيض، عن تعاطفه وتعازيه لفرنسا. ويأتي إطلاق النار قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، في وقت شهدت البلاد منذ العام 2015 سلسلة اعتداءات إرهابية غير مسبوقة أودت بحياة العشرات، فرضت إثرها حالة الطوارئ على كامل أنحاء البلاد، حيث شهدت العاصمة الفرنسية، باريس، في الثالث من فبراير الماضي، هجوماً إرهابياً استهدف متحف اللوفر، ولكن الشرطة الفرنسية تمكنت من إحباط الهجوم، وإصابة منفذه الذي تبين أنه مصري بجروح خطيرة. الرئيس بوتفليقة ”يدين بشدة” الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فرنسا بعث أمس الجمعة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برقية إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ”أدان فيها بشدة” الاعتداء الذي استهدف فرنسا مجددا استعداد الجزائر ل”تعاون و تضامن فعالين” مع باقي المجتمع الدولي تحت رعاية الأممالمتحدة من اجل دحض آفة الإرهاب. و كتب رئيس الدولة في برقيته يقول ”بلغني بكثير من الاستياء خبر الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف باريس و تسبب في سقوط عون أمن وإصابة آخرين بجروح و الذي يقلق سكينة و طمأنينة المواطنين”. و أكد الرئيس بوتفليقة أن ”الجزائر التي عاشت الإرهاب الهمجي تدين بشدة هذا الاعتداء الذي استهدف مرة أخرى بلدكم الصديق”. و ”في هذا الظرف المؤلم أعرب لكم باسم الشعب و الحكومة الجزائريين و كذا أصالة عن نفسي عن تضامننا الكامل مع فرنسا الصديقة و عن تعازينا الخالصة لعائلة ضحية هذا العمل الفظيع” يضيف رئيس الدولة. و أردف يقول ”بهذه المناسبة الأليمة تجدد الجزائر استعدادها لتعاون و تضامن فعالين مع باقي المجتمع الدولي تحت رعاية الأممالمتحدة من اجل دحض آفة الإرهاب عدو جميع الحضارات و الغريبة عن الإسلام دين الإنسانية و التسامح والوفاق”. و خلص الرئيس بوتفليقة إلى القول ”إذ أجدد لكم مشاعر التعاطف و الدعم في هذه المحنة تقبلوا مني السيد الرئيس و صديقي العزيز أسمى عبارات التعاطف و التقدير”.