استعرض رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أسباب تمسكه بقرار رفض المشاركة في الحكومة القادمة، مشيرا إلى أن حمس لا تريد أن تركب قطارا يتجه نحو المجهول، بل تريد أن تركب قطارها الموصل إلى عمق المجتمع للعمل مع الخيّرين فيه للاستعداد للأزمة. وقال مقري على صفحته في الفيس بوك أنه لم يكن اعتراض الدخول في الحكومة وحده الذي أظهر أهمية الحركة، بل سبق ذلك فاعلية كبيرة في الحملة الانتخابية وقدرة على الحشد في الولايات كمنافس قوي وحيد لحزبي السلطة المدعومين إداريا وماليا وإعلاميا، وعمل نوعي مَثَّلَهُ برنامج عالي المستوى شهد به الخبراء الجزائريون الحياديون، وتفوق لا جدال فيه في الوسائط الاجتماعية. وفي هذا السياق استعرض مقري عضلاته، حيث قال إن حركة مجتمع السلم أصبحت البديل الوطني الجاهز والجاد بدون منازع للأحزاب التقليدية وأنها تستطيع أن تصل إلى مبتغاها لتحقيق الأغلبية البرلمانية في أجل غير بعيد. وتحدث مقري عمن أسماهم بالذين يصنعون الاستراتيجيات المستقبلية للجزائر دون أن يراهم الناس ولو بأساليب ليست سياسية ولا شريفة، مشيرا إلى أن الهدف ليس وطنيا يتعلق بمصلحة الجزائر، إنما المقصود هو السيطرة على المستقبل كما سيطروا على الماضي، وكما يسيطرون على الحاضر، لأغراض سلطوية نفعية مصلحية وكذلك أيديولوجية، قائلا ”يعلم هؤلاء بأن الجزائر ستدخل أزمة اقتصادية كبيرة تؤدي إلى توترات اجتماعية شديدة وخيبات أمل موسعة”. وأكد رئيس حركة مجتمع السلم أن ”أذكياء” الجزائر في الحكم، الذين لم يسخروا ذكاءهم لتحقيق التنمية في بلدهم وبناء وطن مزدهر ومتطور يعلمون - هم ومن ينصحهم - بأن الأزمة المقبلة ستعصف بالأحزاب التقليدية ولا يجب أن تكون حركة مجتمع السلم هي البديل، لا لأنها ”حركة إسلامية” كما يقولون. ولكن لا يجب أن تكون حركة مجتمع السلم هي البديل، لا لشيء إلا لأنها حركة وطنية قابلة للنجاح وتحقيق التطور والازدهار تحمل رؤية غير خاضعة للمنظومة الاستعمارية في الخارج ومنظومة الفساد في الداخل، يتقاسم معها الرأي في هذه الرؤية كثير من الوطنيين الأحرار الموجودين في كل مكان في مؤسسات الدولة وفي المجتمع، يضيف مقري. وعلى ضوء الأسباب التي قدمها مقري، أكد أن حمس لا تريد أن تركب قطارا يتجه نحو المجهول، قائلا ”هي ليست ضد العمل في الحكومة لو كانت الفرصة حقيقية لإحداث التغيير بواسطتها، هي لا تريد أن تركب هذا القطار الذي أخطأ الوجهة في السنوات الماضية وهو للوجهة المستقبلية أكثر خطأ، مشيرا إلى أن حركة مجتمع السلم تريد أن تركب قطارها الموصل إلى عمق المجتمع للعمل مع الخيرين فيه للاستعداد للأزمة، لتكون تلك الأزمة سببا لإصلاح الوضع لا لتعفينه، ولتكون في المستقبل في حكومة كاملة الشرعية مسنودة حقا من الشعب ولا يكون هدفها سوى خدمة الشعب”.