بدأت المحكمة الابتدائية بالحسيمة مساء الاثنين أولى جلسات استنطاق معتقلي ما بات يعرف ب”الحراك الشعبي بمنطقة الريف”. ونقل موقع ”لكم” الإخباري عن مصادر مطلعة أنّ ”أطوار الجلسة مرت في سرية” تامة. وأكد محمد حداش، محام عن هيئة الدفاع عن المعتقلين في اتصال مع الموقع، أنه ”تم استنطاق 38 شخصا كلهم راشدين ذكورا، أغلبيتهم ينحدرون من مدينة الحسيمة، وقليل منهم يتابع الدراسة، إذ أغلبيتهم يشتغلون في القطاع الخاص”. وأوضح حداش: ”أن أغلب المتابعين ينكرون التهم الموجهة إليهم في المحاضر، وهي تهم تتعلق بالتجمهر غير القانوني ومقاومة القوات العمومية وإهانة الأمن بالرشق بالحجارة”، مضيفا أن ”أغلبيتهم اعتقلوا بعيدا عن مكان تواجد ناصر الزفزافي، وأنهم ليسوا بقادة بالحراك الشعبي بالريف”. وكشفت المتحدث على أن هيئة الدفاع، بعد معاينتها لأثر الضرب والتعذيب على المعتقلين، قررت تقديم ملتمس للنيابة العامة لإجراء خبرة طبية عليهم، بالإضافة إلى ملتمس حفظ الملف لانعدام العناصر الجرمية، واحتياطا تم تقديم ملتمس المتابعة في حالة سراح. وأكد المحامي أن ”الملتمسات الثلاث لم تتلق أي تجاوب لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الحسيمة. وتابع حداش بالقول: ”إن المعتقلين أجمعوا كلهم على أنهم تعرضوا لجل أنواع السب والإهانة وتم وصفهم بأبناء العاهرات وبالانفصاليين وتعرضوا للضرب والتنكيل”. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أنه تم يوم الاثنين اعتقال ناصر الزفزافي رفقة بمعية أشخاص آخرين سلموا للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء. وخلص البلاغ إلى أنه سيتم تقديم هؤلاء أمام النيابة العامة فور انتهاء البحث. وكان الزفزافي مطلوبا رسميا من العدالة من أجل بحث قضائي بسبب مقاطعته إمام مسجد جرّح في أبناء الريف أثناء القائه خطبة الجمعة. وذكرت مصادر من منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب أن المنسق العام للمنتدى، عبد الوهاب تدمري، تعرض لتعنيف نتجت عنه إصابات استدعت نقله إلى المستشفى. وتعرض تدمري للضرب خلال الوقفة التي تم تنظيمها بطنجة تضامنا مع ساكنة الريف وللمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحراك، بعد أن تدخلت القوات الأمنية ومعها مجموعة من ”البلطجية” ضد هذه الوقفة ولتفريقها، حسب ذات المصادر الحقوقية دائما. وفي السياق وجه عدد من نشطاء الحراك بأوروبا نداءات إلى جالية أبناء منطقة الريف عبر أشرطة فيديو يتم تداولها على ”فيسبوك” للتظاهر أمام مقر المفوضية الأوروبية، تنديدا بحملة الاعتقالات التي طالت عددا كبير من نشطاء الحراك بالريف.