كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن استراتيجيتها الجديدة لمحاربة تنظيم داعش، ودحره في معاقله وعدم السماح للمقاتلين الأجانب خاصة في سورياوالعراق معقل التنظيم من العودة إلى بلدانهم الأصلية، خاصة بشمال إفريقيا بالجزائر وتونس وليبيا فضلا عن بلدان أوروبية أخرى. قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن ”تنفيذ تدخل أسرع وأقوى ضد تنظيم داعشللقضاء عليه بشكل كامل يشكّل جوهر الاستراتيجية الجديدة للإدارة الأميركية”. جاء ذلك في مقابلة مع تلفزيون ”سي بي أس” الأمريكي، أول أمس. وأوضح ماتيس، أن ”الإدارة الأميركية بصدد تغيير استراتيجيتها القائمة على استنزاف التنظيم في سورية والعراق، واعتماد تكتيكات تهدف لحصر أفراد التنظيم في مناطق معيّنة وتدميرهم تمامًا”. وأشار إلى أن ”الاستراتيجية الأميركية الجديدة تهدف إلى منع المقاتلين الأجانب من الهروب ومن ثم العودة إلى شمال إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا”. وتابع ماتيس: ”كما ترون، فمن خلال الاستراتيجية الجديدة، القوات العراقية تحاصر التنظيم غربي الموصل، وعازمة على تدمير عناصر التنظيم بالكامل”. وواصل: ”تلعفر محافظة نينوى شمالي العراق محاصرة بالكامل، والرقة شمالي سورية محاصرة أيضًا، وبنفس الطريقة سوف يتم تنظيف هذه المدن من المسلحين بالكامل”. وشدّد ماتيس على أن ”الإدارة الأميركية ستبذل جهودا أكثر شمولا عندما تتم هزيمة داعش، من أجل منع خلق عدو جديد في نفس المنطقة”. ويشير تقرير جديد لمؤسسة ”صوفان جروب” الأمريكية، المختصة في الأمن الاستراتيجي، إلى أن مجموع المقاتلين الأجانب في سوريا تضاعف منذ سنة 2014. وحسب التقرير فإن عدد المنضمين من الجنسية الجزائرية إلى تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” في سورياوالعراق يتراوح ما بين 150 و200 جزائري. وتكشف الأرقام المتعلقة بما يسمى ”المقاتلون الجزائريون بالخارج”، أن التظيمات المسلحة عبر عدد من الدول التي تشهد أزمات أمنية أو نزاعات عسكرية أو حروب، تفضل المسلحين القادمين كانت خلال السنوات القليلة الماضية تفضل المقالتلين من الجزائر، في إطار استيراد ”مقاومين” و”جهاديين” و”فدائيين” وأحيانا ”دروع بشرية” وفي كثير من الأحيان ”انتحاريين” و”مرتزقة” توظف في المواجهات الدامية. وتفيد التحريات بأن ”شبكات التجنيد” تعتمد في فنون الإقناع والإغراء، على توظيف الخطاب الديني والنبرة الجهادية، وأيضا استغلال الأوضاع الاجتماعية المزرية وما توفره من أرضية خصبة للإرادة في الانتقام، إضافة إلى التركيز على العناصر الهاربة والمبحوث عنها، سواء تلك المتورطة في عمليات إرهابية داخل الوطن، أو تلك التي شاركت في ”حروب خارجية” (أفغانستان، البوسنة)، وذلك لأن فرص تجنيدها سهل، على اعتبار أنها تحولت إلى (أجهزة قتالية)، جدول أعمالها لا يعترف إلا بالقتال والعمل المسلح سواء بالداخل أو الخارج.