سجّل تقرير لمعهد أمني أمريكي بشأن مكافحة الإرهاب تراجعا ملحوظا في عدد الجزائريين المقاتلين في صفوف التنظيم الإرهابي "داعش". وذكر التقرير الذي أعدّه مجمع "صوفان غروب" المختص في الأمن الاستراتيجي أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لم يستقطب سوى ما بين 150 إلى 150 عنصرا من الجزائر التي حلّت في المرتبة الثامنة عربيا خلال العام الجاري. وتحتل الجنسية التونسية المقدمة بأعداد المقاتلين، في حين احتلت السعودية المرتبة الثانية. وأثنى المعهد الأمريكي على "مجهودات الحكومة والأجهزة الأمنية لمحاصرة ظاهرة التجنيد لصالح المجموعات الإرهابية والتي تستهدف الشرائح الاجتماعية الهشة وشباب الأحياء الفقيرة ونشر أفكار التطرف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي". ولفت الخبراء الأمريكيون بناء على دراسة ميدانية استغرقت عدّة أشهر أن "الفاتورة الثقيلة التي دفعها الشعب الجزائري خلال سنوات الدم التي ميّزت عشرية الارهاب على الصعيد الأمنية والاجتماعي والاقتصادي كانت من بين عوامل عزوف الجزائريين عن الانخراط في التنظيمات الارهابية الدولية مقارنة بباقي دول المنطقة خاصة تونس التي احتلت صدارة الترتيب من حيث عدد المقاتلين الذين فاق عددهم 6 آلاف والمغرب الذي حل في المرتبة الرابعة ب1200 مقاتل". وتابع التقرير أن "أجهزة الأمن بمختلف فروعها باشرت في وقت مبكر للغاية في ملاحقة شبكات تجنيد المقاتلين الراغبين في الالتحاق بسوريا، ويرجع سبب تراجع عدد الجزائريين الموجودين ضمن جماعات تنظيم داعش في العراقوسوريا وجبهة النصرة في سوريا إلى الجهد الكبير لمصالح الجيش الوطني الشعبي ومختلف الفروع الأمنية الأخرى في مجال ملاحقة شبكات تجنيد المقاتلين". وأوضح المصدر أن "أجهزة الأمن الجزائرية عملت على تعقّب شبكات تجنيد الجهاديين للقتال في سورياوالعراق على 3 مستويات: الأول هومراقبة عدد كبير من الأشخاص محل الشبهة المنتمين للتيار الجهادي، والثاني: مراقبة النشاط الدعوي للتيار نفسه على شبكة الإنترنت، وثالثًا: التنسيق الأمني مع عدد من الدول العربية والغربية في إطار الاتفاقيات الأمنية بين الجزائر وهذه الدول". وخاض التقرير في تحليلات لخبراء أمنيين استأنس بهم في إعداد دراسة شاملة حول البلدان العربية وذكر في الحالة الجزائرية أن الصراعات داخل المجموعات الارهابية ساهمت أيضا في هذا التراجع وأكد أن "أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الارهابي عبد المالك درودكال، ساهم بشكل غير مباشر في منع الجهاديين الجزائريين من الالتحاق بالعراقوسوريا، وأدى الخلاف بينه وأمير تنظيم القاعدة الدولي أيمن الظواهري ثم مع تنظيم داعش فيما بعد حول أولوية الجهاد في منطقة المغرب الإسلامي وشمال أفريقيا إلى تشتيت نشاط شبكات تجنيد الجهاديين والارهابيين للقتال في سوريا في أوج نشاط شبكات تجنيد الجهاديين". وقدرت المجمع الأمريكي، التي يقع مقره في نيويورك، مجموع أعداد المقاتلين الأجانب في كل من سورية والعراق بما يتراوح بين 27 إلى 31 ألف مقاتل من 86 بلدا عبر العالم. وبيّن التقرير أن المقاتلين الأوروبيين ارتفع عددهم إلى حوالي خمسة آلاف ضمنهم 1600 فرنسي، بينما انضم إلى التنظيم المتشدد 4700 مقاتل من الجمهوريات السوفياتية.وحذرت المجموعة من أن 20 إلى 30 في المئة من المقاتلين الأجانب عادوا إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما يزيد المخاوف من تسخيرهم في شن هجمات مثل ما حدث في باريس الشهر الماضي.