دعا أمس رئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوان، الجزائر إلى لعب دور أقوى في رفض ومنع التدخل العسكري المصري والأجنبي في ليبيا. وثمّن صوان الدور الجزائري إزاء الأزمة في ليبيا، وقال ”نحن نثمّن سياسة الجزائر في ليبيا، ففي كل المحطات كانت سياسة الجزائر إيجابية تجاه ليبيا، وقد تواصلنا كحزب مع المجلس الرئاسي، وطلبنا منه التواصل مع دول الجوار الليبي وعلى رأسها الجزائر، وقد سمعنا أن هناك رفضا جزائريا للتدخل الخارجي في ليبيا، وهذا ما نتوقعه من الجزائر إزاء التدخل المصري الحالي في شؤون بلادنا”. واعتبر زعيم العدالة والبناء، وهو ”حزب مقرب من إخوان ليبيا، في حديث مع وكالة ”قدس برس”، أن استمرار القصف المصري لليبيا هو انتهاك للسيادة الوطنية، ومخالفة للقوانين الدولية وتصدير للمشاكل المصرية إلى ليبيا من خلال استغلال الظروف الاستثنائية التي تعيشها ليبيا”. وأشار صوّان إلى أن ”موقف رفض التدخل العسكري المصري في ليبيا يوحد كافة الليبيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم”. وأشار إلى أن ”هذا الموقف ينطبق حتى على الشرق الليبي الذي يسيطر عليه اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، حيث بدأت أصوات رافضة للتدخل المصري في ليبيا تتعالى في الآونة الأخيرة”. ونوّه صوّان إلى أن تبرير السلطات المصرية لتدخلها في الشأن الليبي بمحاربة جماعات إرهابية غير مبرر، وقال: ”الشعب الليبي هو أكثر الشعوب رفضا للإرهاب ومحاربة لها، وقد أثبت ذلك في حربه على المجموعات المتطرفة في سرت وغيرها من المدن الليبية، وإذا كانت هناك مجموعات إرهابية ضيقة كما تتدعي السلطات المصرية، فإن القوانين الجدولية تقتضي أن يتم التنسيق مع الجهات الرسمية في ليبية، ممثلة في المجلس الرئاسي لمتابعة هذا الملف”. وأضاف: ”ما تقوم به مصر في ليبيا هو دور سلبي للتشويش على الحل السياسي في ليبيا ولتصدير مشاكلها الداخلية”، على حد تعبيره. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد أعلن في وقت سابق، بأن بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدة سلمت خطابا إلى رئيس مجلس الأمن يوم 27 ماي الماضي، أخطرت من خلاله المجلس بأن ”الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنه بشرق ليبيا، تأتي اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب”. ويأتي ذلك، قبيل أيام من استضافة الجزائر اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية الجزائر وتونس ومصر، لبحث الأزمة الليبية وسبل دعم الحل السياسي.