سجلت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عدة تحفظات خلال زيارتها لعدد من المصالح بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، كما أوضحت أنها ستدرج كل ما لاحظته ضمن تقرير سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق. أجرت فافا بن زروقي، أول أمس، زيارة تفقدية للمستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث اطلعت على ظروف العمل والعلاج بمصلحتي أمراض السرطان وطب الأطفال، كما استمعت إلى انشغالات بعض المواطنين الذين كانوا بالمكان واستفسرت عن الخدمات المقدمة ونوعيتها. ومن بين الملاحظات التي سجلتها رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قِدم المبنى الذي أصبح لا يتلاءم وطبيعة ما يقدمه من خدمات، وهو ما يؤثر على نوعية العلاج وسرعته، كما أبدت تحفظات بمصلحة طب الأطفال، لاسيما ما تعلق بعدم تخصيص أسرّة للأمهات اللاتي ترافقن أطفالهن المرضى، معتبرة أنه يجب منح هؤلاء النسوة أسرّة منفردة حتى لا ينمن مع الطفل المريض، وتساءلت عن سبب عدم تخصيص أسرّة للرضع. كما توقفت المسؤولة على واقع نقص النظافة بنفس المصلحة، رغم الأموال الكبيرة التي توضع تحت تصرف المستشفيات، حيث صرح الطبيب المسؤول أنه تم تسجيل تقدم كبير في هذا الجانب منذ تعاقد المستشفى الجامعي مع مؤسسة للنظافة، كما أوضح أن عدم تعاون عائلات بعض المرضى وقدم البناية زاد الأمر تعقيدا، مضيفا أن مصلحته تتوفر على دورتي مياه يدخلها الجميع من مرضى وأفراد الطاقم الطبي وشبه الطبيين وحتى الزوار، حيث قال إن ذلك يؤثر سلبا على الصحة العمومية، وهي الملاحظات التي دونها الأعضاء الدائمون بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وبالرغم من إعادة الاعتبار لعدة مصالح بالمستشفى الجامعي بمئات الملايير، على غرار مصلحة التوليد التي أغلقت في أعقاب حوادث كثيرة أبرزها اختطاف طفل بتواطؤ موظفين، وما أقدم عليه مدير المستشفى بن يسعد منذ تنصيبه على رأس المؤسسة من توقيفات وإحالات على مجلس التأديب، إلا أن الوضع الحالي لا يبعث على الارتياح، وهو ما وقفت عليه رئيسة لجنة مجلس حقوق الإنسان ومعاونيها. وفي ختام الزيارة، أفادت فافا بن زروقي أنه عقب دسترة حقوق الإنسان، أصبح بمقدور أعضاء المجلس تفقد الكثير من المرافق، بينها المستشفيات، حيث تعد الزيارة التي أجرتها لمستشفى ابن باديس أول زيارة تقوم بها، على أن تتوالى نحو باقي ولايات الوطن، مؤكدة أن كافة الملاحظات التي أبدتها خلال الخرجة الميدانية سيتم إدراجها ضمن تقرير مفصل سيعلن عنه في الأيام القليلة القادمة.