عاد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى رام الله بعد قطع زيارته الخارجية؛ لمتابعة التطورات في القدس، وخصوصا في المسجد الأقصى المبارك. وذكرت وكالة الانباء ”وفا” الفلسطينية أن الرئيس عباس يتابع الاتصالات التي يجريها مع الجهات الدولية لإلزام إسرائيل على التراجع عن إجراءاتها في القدس، وفي المسجد الأقصى بشكل خاص. وترأس عباس يوم الجمعة، اجتماعا عاجلا للجنة التنفيذية لمنظمة التحريرية الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، في مقر الرئاسة برام الله؛ لمناقشة الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص، ولاتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع التطورات الراهنة. وقال المجلس الثوري لحركة فتح، الليلة، إنه يتابع بكل اهتمام وجدية تطورات العدوان الاحتلالي على مدينة القدس بشكل عام وعلى المسجد الأقصى بشكل خاص عبر سلسلة إجراءات ممنهجة تمارسها حكومة نتنياهو بحق مقدساتنا وأهلنا في القدس. وأكد المجلس الثوري في بيان صحفي، على ضرورة أن يكون اليوم الجمعة، يوم زحف وإسناد للمسجد الأقصى لمن استطاع ذلك ويوم غضب بوجه الاحتلال على كافة مناطق التماس. ودعا المجلس لتنظيم التظاهرات باتجاه القدس من المدن والقرى والمخيمات المحاذية، كما وجه التحية والإكبار والشموخ لأبناء شعبنا في القدس الذين يحمون الأقصى بجفون عيونهم ومعهم كافة العاملين في الأوقاف والمرابطين والمرابطات. ووجه الثوري التحية لأبناء شعبنا في أراضي عام 1948 على إسنادهم البطولي الوطني، مؤكدا على ثقته بشبيبة فتح وشبيبة الحركة الوطنية وجموع الجماهير التي لا تقبل الإهانة أو المهانة وستهب للدفاع عن المسجد الأقصى والقيامة والمدينة المقدسة. وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية، ليل الخميس وفجر أمس الجمعة، حملة اعتقالات واسعة في أنحاء مختلفة من مدينة القدسالمحتلة، طالت أكثر من 18 مواطنا فلسطينيا. ونقلت وكالة ”قدس برس” عن مصادر حقوقية، إن حملة الاعتقالات الإسرائيلية طالت قيادات محلية فلسطينية ونشطاء وشبان مقدسيين. وأشارت إلى أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار ”الإجراءات الاحترازية” التي لجأ إليها الاحتلال، قبيل ”جمعة الغضب” التي دعت لها فصائل فلسطينية نصرة للمسجد الأقصى واحتجاجًا على نصب بوابات إلكترونية على أبوابه. وذكرت القناة العبرية الثانية في التلفزيون العبري أن الشرطة الإسرائيلية تستعد في القدس لهذا اليوم ب 6 آلاف شرطي، وفرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى بالتزامن مع قرار قرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر ”الكابينيت”، إبقاء البوابات الإلكترونية التي جرى نصبها على مداخل المسجد الأقصى. وأعلن الاحتلال عن حالة ”التأهب القصوى” في صفوف قواته بالضفة الغربية والقدسالمحتلة وقطاع غزة، أمس الجمعة، تحسبًا لاندلاع مواجهات عنيفة وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية عقب التصعيد المتواصل بحق المسجد الأقصى. كما منع الاحتلال الإسرائيلي الحافلات التي أقلت المصلين من أراضي 1948، من الدخول للمدينة المقدسة تحت ذرائع أمنية واهية. وقالت ”وفا” أنّ ذلك تزامن مع منع الاحتلال الرجال ممن تقل أعمارهم عن 50 سنة من الدخول للبلدة القديمة، كما أطلق الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام على الآلاف الذين احتشدوا على مدخل ضاحية واد الجوز، وفي شارع صلاح الدين، وعلى مداخل البلدة القديمة، وعلى حاجز قلنديا شمال القدسالمحتلة. وتسببت هذه الاعتداءات بإصابة العشرات من المواطنين بحالات اختناق وجروح متفاوتة. وقابل المواطنون هذا التصعيد بهتافات التكبير، وترديد الشعارات الوطنية المنددة بحصار المسجد الأقصى، وبوضع بوابات إلكترونية على مداخله. الإماراتوالأردن تطالبان بفتح الأقصى أمام المصلين شدد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي على ضرورة فتح المسجد الاقصى أمام المصلين واحترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات. جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما يوم الخميس في إطار جهود إنهاء التوتر في المسجد الأقصى واستعادة الهدوء وفق أسس تحمي المقدسات وتضمن الأمن والاستقرار فيها. وذكرت وكالة أنباء الأمارات (وأم) في بيان اليوم الجمعة أن الوزيرين شددا على ضرورة بذل المجتمع الدولي جهودا سريعة وفاعلة لإنهاء التصعيد وتطويق الأزمة من خلال ضمان احترام إسرائيل التزاماتها القانونية والدولية وإلغاء كافة إجراءاتها الأحادية. وأشارت إلى أن الصفدي أطلع الشيخ عبدالله بن زايد على الجهود والاتصالات التي تقوم بها الأردن لاستعادة الهدوء ووقف التوتر، إذ اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق بينهما في هذا الصدد. ويواصل عشرات المقدسيين وموظفي الأوقاف الإسلامية رباطهم أمام أبواب المسجد لأقصى المبارك، رافضين الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت ”وفا” إن عشرات المقدسيين يؤدون صلاتهم في الشارع الرئيسي بمنطقة باب الأسباط وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال، أعقبتها هتافات مناصرة للأقصى”.