تعرف ولاية المسيلة بالعديد من الأكلات الشعبية التي اختصت بها وبطريقتها الخاصة في التحضير، التي تنفرد عنها في باقي ولايات الوطن، ولعل أهم وألذ هذه الأكلات هو طبق الشخشوخة وسلاطة مهراس الأمر الذي جعلها قبلة للزوار من مختلف أنحاء الوطن، الذين يفضلون تناول هذه الأكلات التقليدية عن غيرها من الأكلات وهو ما ساهم في إنتشار محلات بيع هذه الأكلات، حيث لا يكاد يخلو أي حي من محل للأكلات التقليدية. وقد أصبح طبق الشخشوخة والمهراس المسيلي قبلة للزوار خاصة في فصل الشتاء الذي تعرف فيه هذه الأكلات طلبا كبيرا، لكن يبدو أن سخونة الجو لم تأثر كثيرا على الطلب، حيث لا تزال تشهد طلبا وإقبالا كبيرين على تناولها لما لهما من مذاق وطعم لا يوصفان، وهذا راجع لطريقة إعدادهما من طرف سكان ولاية المسيلة الذي يتفننون في طريقة إعدادها الأمر الذي يجعل مذاقها لا يقاوم. ويعتمد تحضير طبق الشخشوخة المسيلية على فتاة الكسرة وهي عبارة عن عجينة مصنوعة من الدقيق يتم خبزها على شكل دائري ليتم طبخها على ما يعرف بلغة سكان المسيلة الطاجين ثم يتم بعد ذلك تفتيتها على شكل أجزاء صغيرة جدا توضع في صحن مصنوع من الخشب يعرف ”بالمثرد” ليتم تقسيته بالمرق الذي يتم إعداده بالعديد من التوابل على غرار الثوم والبصل والفلفل الحار جدا والطماطم والزيت وغيرها، حيث يقدم هذا الطبق رفقة لحم الدجاج ولبن البقر الذي يعطي نكهة ومذاق لا يوصفان. وبالمقابل يعتمد طبق سلاطة مهراس وما يعرف لدى سكان بوسعادة ب”الزفيطي” على فتاة الكسرة وبعض التوابل التي يتم هرسها في المهراس مع الطماطم المشوية والفلفل الحار ويعبر هذا الأخير سر البنة في المهراس البوسعادي ناهيك عن نوعية السميد وطريقة الدق بواسطة المهرس الخشبي الذي يضيف حسب أصحاب الإختصاص بنة للزفيطي البوسعادي الأمر الذي يجعله متميز عن باقي الأكلات، حيث يقدم في ذات المهراس الذي أعد فيه من أجل الحفاظ على الذوق والبنة المنتهية النضير، ويأكل بالملاعق الخشبية رفقة لبن البقر. والملفت للنظر أنه في السنوات الأخير ظهرت العديد من المحلات المتخصصة في طهي أكلة الشخشوخة والمهراس عبر العديد من تراب بلديات الولاية ال47 ولعل أولها هو ”دار جدي” التي تتوسط المسيلة بالضبط بالقرب من سينما الحضنة أين اتخذ مالكها مساحة صغيرة لينصب بها خيمة كبيرة مصنوعة من وبر الإبل. ولعل الشيء اللافت للانتباه والمميز هو أن كل شيء تقليدي ومن التراث الذي بات من المفقودات. وهذا ما لمسناه بالأواني التي صنعت من الخشب وكذا الكراسي والطاولات. وفي جولة في بعض المحلات المنتشرة عبر أحياء ولاية المسيلة لاحظنا بأن الجميع يعتمد على جلب الزبائن عن طريق الديكور التقليدي للمحل عن طريق وضع خيمة داخله أو كسو جدران المحل بالأفرشة التقليدية على غرار ”الحنبل” و”الهيدورة” ووضع لوحات فنية من بيئة تقليدية ترمز للتراث المسيلي ووضع ماء الشرب في ما يعرف ب”القربة” الأمر الذي يجعل من الزبون يرتاح للجو التقليدي، حيث لاحظنا كذلك وضع طاولات مصنوعة من الخشب من أجل الحفاظ على الديكور التقليدي للمحل. ”الطاهر” هو أحد الزبائن الذين التقتهم ”الفجر” بالمحل والذي ينحدر من ولاية باتنة والذي أكد بأنه لا يمكن أن يمر على ولاية المسيلة دون الاستمتاع بطبق الشخشوخة أو المهراس مؤكدا بأن لتناولهم فائدة كبيرة للجسم نظرا للفوائد الصحية لهذه الأكلات.