تشهد مختلف مراكز ومكاتب بريد الجزائر المتواجدة عبر تراب ولاية سكيكدة، وضعية كارثية بسبب نقص الهياكل و التأطير، حيث يجد أصحاب الحسابات البريدية أنفسهم مجبرين على الوقوف لساعات طويلة في طوابير لا متناهية. وما زاد من تعمق معاناة زبائن بريد الجزائر بولاية سكيكدة هو مشكل تأخر الحصول على بطاقات السحب الإلكترونية المعروفة باسم البطاقة الذهبية، التي تعوض البطاقة القديمة المنتهية الصلاحية منذ الشهر الفارط، ففي كل مرة يتوجه فيها الزبائن إلى أي مقهى للأنترنت يقابلهم أصحابها باستحالة الدخول إلى موقع البريد لتوصيل طلباتهم إليه، ويعلل أصحاب المقاهي ذلك بكون الموقع مكتظ ما يضيف إلى المتقاعدين صعوبة أخرى في سحب معاشاتهم الشهرية التي تحولت إلى جحيم حقيقي، ولا يمكن التخلص منه إذ تنتصب مع كل يوم من ستة وشهرين من الشهر طوابير لا متناهية على مراكز البريد، ويقطع الذين يلتحقون في الساعات الأولى ساعتين بالتمام والكمال لتسلم معاشهم، وتضطر العديد من المراكز إلى الاستعانة بقوات الأمن لتأمين وحماية المراكز البريدية من الفوضي وحالات التدافع، الذي تنتج عنه في أغلب الأحيان إصابات في صفوف الدفعات الأولى التي تدخل إلى المكاتب، وباستثناء البريد المركزي الكائن بوسط المدينة فإن جل المكاتب البريدية الأخرى، لا تتسع لأزيد من أكثر من أربعة أمتار مربعة في كل أحياء المدينة كما أن التنظيم المعمول به داخل المكاتب يفتقر لحسن التدبير إذ يوجد في كل شباك موظف واحد، يتكفل بتسجيل الشيك وإعداد وسحب المبلغ وتسجيله في السجل المالي قبل تسليمه للزبون، في حين كان يتعين وضع موظفين اثنين في كل شباك، ولا يتمكن المرضى والعجزة والمتقاعدون من كبار السن الذين فقد الكثير منهم بصره ومنهم حتى من يؤتي به في عربات وفي سيارات للأجرة، ولا يستطيع الظفر بمنحته ليعود في اليوم الموالي إضافة إلى تعرض بعض المتقاعدين والمتقاعدات كبار السن، لعمليات سرقة واحتيال يقوم بها لصوص يتواجدون خصيصا حول مراكز البريد يوم صب الحساب الجاري للمتقاعدين، البعض من المتقاعدين يؤجلون سحب منحتهم إلى اليوم الثاني أو الثالث والبعض الآخر يتوجه إلى مراكز بريد الولايات المجاورة كقسنطينة وعنابة، وإضافة إلى كل هذه المصاعب لا توجد سوى آلة سحب أوتوماتيكية واحدة في كل المدينة منصبة في البريد المركزي.