تمر الذكرى الأربعون لوفاة شاعرالثورة مفدي زكريا، وسينظم احتفال، غدا، بولاية غرادية يحضره وزير الثقافة عزالدين ميهوبي وعدد من المثقفين، حيث سيشرف وزير الثقافة على افتتاح ندوة تحت عنوان ”طفولة مفدي زكريا ونشأته الوطنية” بحضور عدد من المثقفين. هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، وقد ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326 ه، الموافق ل 12 جويلية 1908م، ببني يزڤن، أحد القصور السبعة لوادي مزاب، بغرداية، في الجنوب. وفي بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة. بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة، ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلّم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين، درس في جامعة الزيتونة في تونس ونال شهادتها. أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقظان وبالشاعر رمضان حمود، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء، فانخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري، وكتب نشيد الحزب الرسمي ”فداء الجزائر”. اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج وأطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب. اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم بعد 8 ماي 1945 (3 سنوات) وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، وانضم إلى الثورة التحريرية في 1954 وعرف الاعتقال مجدّدا في أفريل 1956، وسجن في بربروس ”سركاجي حاليا” مدة 3 سنوات، وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس حيث ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال، اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني ”قسما”، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزائر. أوّل قصيدة له ذات شأن هي ”إلى الريفيّين” نشرها في جريدة ”لسان الشعب” بتاريخ 6 مايو 1925م، وجريدة ”الصواب” التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة ”اللواء”، و”الأخبار”،وقد واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة كان مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939. وغداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى1 فيفري 1959. بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائرية. توفي يوم الأربعاء 2 رمضان 1397 ه، الموافق ليوم 17 أوت 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزڤن ولاية غرداية.. ومن مؤلفات الشاعر مفدي زكريا: تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م، واللهب المقدس ومن وحي الأطلس وإليادة الجزائر.