تحول بعض البنائين إلى مجرمين بعد أن قرروا ولوج عالم الإجرام من أوسع أبوابه، بعد أن جرهم الطمع على تلطيخ صفحات سجلات سوابقهم العدلية، نتيجة دخولهم لترميم أوبناء أفخم المنازل التي تحتوي بين أسوارها أموالا طائلة أسالت لعاب هؤلاء البنائين الذين قرروا المضي قدما بأموال مستخدميهم. عدد كبير من المُواطنين سعوا إلى ترميم أو إعادة تهيئة مساكنهم أومحلاّتهم التجاريّة، إلاّ أنّهم تفاجأوا بعدها بتعرضهم إلى السرقة وعمليات سطو كبدتهم خسائر فادحة من قبل الأشخاص الذين دخلوا مساكنهم لإنجاز أشغال البناء أوالترميم أوإصلاح بعض الأجهزة المُعطلة، بعدما أعمى الطمع بصيرتهم، ويتم التوصل إلى الفاعلين عقب تحريّات مصالح الأمن التي تكشف هُويتهم، حيث يقوموا رفقة آخرين بوضع خُطة مُحكمة للتسلّل إلى منازل أومحلات الضحايا للاستيلاء على مُمتلكاتهم من أموال ومجوهرات وأجهزة وحتى معدّات البناء. وهذه عيّنة من القضايا التي عالجتها محاكم الجنح والمحكمة الجنائية لخطورة الوقائع.. مُساعدا بنّاء يسرقان 17 مليون سنتيم من مسكن مستخدمهم أقدم شخصان يعملان كمساعدي بنّاء قدما من ولاية برج بوعريريج على سرقة مبلغ 17 مليون سنتيم من منزل كانا يعملان به ثم غادرا المكان، لكن بعد الشكوى التي تقدم بها الضحيّة ضد المتهمان كان عقب اكتشافه أن المبلغ الذي كان يُخفيه داخل صندوق بغرفة نومه قد اختفى، حيث وجه لهما أصابع الاتهام كونها الوحيدين اللذان دخلا الغرفة قبل السرقة. ومن أجل ذلك تم إلقاء القبض على المتهمين من قبل مصالح الأمن، وخلال استجوابهما أنكرا التهمة المنسوبة إليهما وأكدا أنّهما ليس الفاعلين، حيث أشارا أنّهما جاءا من ولاية برج بوعريريج من أجل العمل وكسب لقمة العيش لإعالة عائلتيهما وليس من أجل توريط أنفسهما في مشاكل هما في غنى عنها، في الوقت الذي أكد الضحيّة صاحب المنزل أن المتهمين الوحيدين دخلا البيت دون أفراد العائلة. وخلال مثولهما أمام مجلس قضاء العاصمة تمسكا بنفس التصريحات السابقة. ومن جهته دفاع المتهمين حاول تبرئة موكليه من تهمة السرقة المنسوبة إليهما، موضحا أنّ الملف خالي من أي دليل مادي يثبت تورط المتهمين وأنّ القضيّة مبنيّة أساسا على شكوك الضحيّة، مشيرا إلى أن يكون لأحد أفراد عائلة الضحيّة ضلع في القضيّة وأن يكون هو السارق، ملتمسا في الأخير إفادتهما بالبراءة، في الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا و200 ألف دج غرامة ماليّة. بنّاء يرمّم مطعما فاخرا بحيدرة ثم يستولي على 120 مليون سنتيم تعرض طعم فاخر كائن بحيدرة إلى السطو على يد ثلاثة شبان، من بينهم شخص كان يعمل بمطعم الضحيّة كجباس عندما قام بأشغال الترميم، حيث تمكنوا من الاستيلاء على ما يفوق 120 مليون سنتيم، قبل إلقاء القبض عليهم من قبل عناصر الشرطة بعدما رصدتهم كاميرات المراقبة الموجودة بالمكان، وإحالتهم على العدالة لجناية تكوين جمعيّة أشرار والسرقة بالتعدد مع توفر ظرف الكسر والليل. مصالح الأمن باشرت تحرياتها حول القضيّة بعد تلقيها شكوى من الضحيّة المدعو ”م. محمد”، صاحب المطعم الفاخر المتواجد بحيدرة، بخصوص تعرضه للسرقة من قبل شخص وهو جبّاس كلّفه بعمليّة إعادة ترميم وتهيئة مطعمه، رفقة شخصين آخرين تسللّوا إلى المكان باستعمال المفاتيح التي استولى عليها الجباس، مُدعما شكواه بقرص مضغوط به تسجيل الكاميرا الذي كشف هُويّة الفاعلين وطريقة دخولهم إلى المطعم، حيث قاموا بقطع كل الخيوط الموصولة بكاميرات المراقبة وغيروا اتجاه الكاميرات الموجودة بالخارج، إلاّ أنّهم لم يتفطنوا لوجود كاميرا في الطابق السفلي للمطعم التي رصدت كل تحركاتهم وما سرقوه، حيث استولوا على دراجة ناريّة كانت بقبو المطعم، جهاز ”ديفيدي”، جهاز ”ديمو”، طاولة موسيقيّة، مكيّف كهربائي، سجادة، والتي تفوق قيمتها 120 مليون سنتيم، وهي الوقائع التي تشكل جناية وأحيلوا عقب إنهاء التحقيق على محكمة جنايات العاصمة التي أدانتهم بعقوبات وصلت إلى 7 سنوات سجنا نافذا. يُحضر جاره لإصلاح مُكيّف الهواء فيسرق منه 280 مليون سنتيم الضحية في هذه القضيّة هو مواطن يقطن بالخروبة بالعاصمة، تعطل مكيّفه الهوائي، وقرّر إحضار شخص لإصلاحه وهو جاره الذي دخل منزله وسرق منه 280 مليون سنتيم ثم لاذ الفرار قبل إلقاء القبض عليه من قبل عناصر الشرطة. وحسب ما أكده الضحيّة، فإنّ جاره الذي يعمل في مجال التبريد أثناء قيامه بإصلاح مُكيّفه كانا يتبادلان أطراف الحديث، وبحكم الثقة التي كانت تجمعهما أعلمه أنه باع شقته الثانية وهو يحتفظ بمبلغ 280 مليون سنتيم بالمنزل. ولأنّ الشاب أغراه المبلغ الكبير، اتفق مع صديق له على سرقة جاره فترصدوا له ليله القدر من شهر رمضان، ودخلوا منزله بعد كسرهما لزجاج النوافذ مُرتدين جوارب باليدين، واستولوا على المبلغ المالي وكميّة معتبرة من المجوهرات ثم لاذوا بالفرار. وبعد اكتشاف الضحيّة للسرقة تقدم بشكوى أمام مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا حول القضيّة وتوصلت إلى أنّ الفاعل هو جار الضحيّة المدعو ”ز.ع” الذي تسلّل إلى مسكنه ليلا رفقة شريكه وقاما بعمليّة السرقة. وقد تبيّن من خلال التحقيق مع المتهم أنّه قام بصرف مبلغ 100 مليون سنتيم بالملاهي الليليّة رفقة شريكه الذين أحيلا على محكمة جنايات العاصمة، التي أدانتهما بعقوبة 8 سنوات سجنا نافذا على أساس تهمة تكوين جمعيّة أشرار، والسرقة مع توفر ظرف الليل، الكسر والتعدد. بنّاء يسرق أغراضا بقيمة مليار ويعرضها للبيع على موقع ”واد كنيس” قضيّة مُماثلة عالجتها محكمة الشراڤة، كان بطلها بناء أقدم على سرقة رب عمله، حيث استولى على مسروقات تمثلت في أثاث المنزل والعتاد الرياضي، وتجاوزت قيمتها مليار سنتيم. وقائع القضية انطلقت بعد أن قام بمنح شقته محل للسطو للمتهم وبعض العمال للمبيت فيها إلى غاية الانتهاء من أشغال ترميم إحدى الشقق، غير أن المتهم خان الأمانة وقام بالاستيلاء على كامل أثاث المنزل وعتاده الرياضي، وقام بعرضها للبيع عبر موقع ”واد كنيس”، مبررا فعلته هذه بتماطل رب عمله في منحه راتبه الشهري. وبعد اكتشاف الضحيّة لعملية السرقة قام بالتوجه إلى مركز الأمن ورسم شكوى بالواقعة. وخلال التحقيقات صرح أحد الشهود أنه شاهد المتهم وهو يسرق طاولتين وكراسيهما، ولما استفسره عنهما أخبره أنه بصدد بيعهما كون الضحيّة لم يمنحه أجرته. وعلى هذا الأساس تم توجيه أصابع الاتهام للمتهم المتواجد رهن الحبس بالمؤسسة العقابية القليعة بأمر من وكيل جمهورية محكمة الشراڤة. وخلال جلسة المحاكمة أنكر المتهم الجرم المنسوب إليه، وأكد أن القضيّة لفقت له من قبل الضحيّة الذي علم بأمر تركه للعمل، ملتمسا إفادته بالبراءة، وعلى أساس ذلك التمس ممثل الحق العام عقوبة الحبس النافذ لمدة عام و 100 ألف دج غرامة في حق المتهم الموقوف، وبعد المداولة القانونية تمت إدانته بنفس العقوبة.