l نقابيون متخوفون من بروز تيارات تريد اختراق المنظومة التربوية اكتظاظ.. مطاعم مدرسية مغلقة.. نقل غائب.. تأخير توزيع الكتب.. نقص الأساتذة والمؤطرين للأطوار الثلاثة.. فوضى أمام أبواب عديد من المؤسسات التربوية وطوابير داخل مديريات التربية، هذا ما يميز قطاع التربية بعد أكثر من أسبوع عن انطلاق الموسم الدراسي 2017/2018، أمام مخاوف نقابية من استهداف التعليم العمومي خاصة مع سعي بعض التيارات لاختراقه. انتقد المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية ”الأسنتيو” يحياوي قويدر، إخفاق وزارة التربية الوطنية في إيجاد حلول للمشاكل الروتينية التي تتجدد مع كل دخول مدرسي، محملا لها مسؤولية تنامي الصعوبات التي تواجه المتمدرسين بسبب غياب نظرة استشرافية لوضع حد لكل النقاط السوداء. وأكد يحياوي أن أزيد من أسبوع يمر عن الدخول المدرسي ومشاكل الاكتظاظ أضحت تؤرق المتمدرسين، خاصة بعد أن وصل عدد التلاميذ في القسم إلى 55 سنة وفق شكاوى المعلمين، ناهيك عن تواصل غلق المطاعم المدرسية وغياب النقل. وقال المتحدث إن ”الغريب أن تعليمات وزارتي التربية والداخلية، إلى مسؤولي قطاع التربية، وإلى الأميار والولاة، ضُرب بها في كثير من أشواطها عرض الحائط، فالتلاميذ في الطور الابتدائي مازالوا بلا إطعام، ولا نقل، عبر الكثير من المؤسسات”، لكن إدارات هذه الأخيرة تتبرّأ، والبلديات تنفض أيديها من المسؤولية، ليبقى التلاميذ ”لعبة” يتقاذفها سوء التنسيق والتسيير الارتجالي! هذا فيما سجلت فوضى في توزيع الكتب باعتبارها أضحت نادرة في العديد من المؤسسات التربوية وفق ما اكده العديد من اولياء التلاميذ، مستفهما ”لماذا كل هذا التسرع في إعادة تأليف الكتب المدرسية والتّسرع في توزيعها على التّلاميذ دون إعطاء الوقت الكافي لمراجعتها وتصحيح الأخطاء الواردة فيها وتوفيرها بالشكل الكافي حتى لا يؤثر نقصها على الدخول المدرسي؟ وإلى متى تستمر سياسة الترقيع والارتجالية لدرجة أن التلميذ يدرس مواد بكتب الجيل الأول ومواد أخرى بكتب الجيل الثاني؟”. يحدث هذا فيما تشهد عدة مؤسسات نقص في الأساتذة - يضيف يحياوي - رغم التطمينات الصادرة عن وزيرة التربية الوطنية بالاستنجاد إلى الاحتياطيين، موضحا أنه عندما يبدأ الدخول المدرسي متعثرا وينطلق بمشاكل قديمة يتم تلميعها وتجديدها، فمن الطبيعي أن تتراكم الانشغالات وتتنامى الشكاوى، ويتهاوى بعدها المستوى، وينشغل الاساتذة والتلميذ بأمور أخرى كان من المفروض أن تُعالج بمجرّد الخروج ومن دون انتظار الدخول المدرسي. وحسب المتحدث فإن وزارة التربية تلجأ عادة إلى لعبة الإحصائيات والأرقام لتجميل صورتها في التقارير، بالرفع من نسبة النجاح وكذا الرفع من نسب الاحتفاظ بالتلاميذ في الأقسام، ولا أحد يتدارس ما وراء تلك الأرقام، متسائلا هل يمكن إصلاح منظومة التربية والتعليم دون توفير بيئة تربوية تعليمية تعلمية تحفظ كرامة المعلمين والمتعلمين على السواء؟. ومن جهته حذر ممثل الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية نبيل فرقنيس، مما يتعرض له قطاع التعليم إلى حملة ممنهجة لتدميره وتفكيكه وربطه عضويا بقوى عاملة بخسة تفتقد للحد الأدنى من المعارف والإدراك الفكري والتقني وتحويله إلى حقل للتجارب. وقال إنه ”بالإضافة إلى استهداف التعليم العمومي وتجفيف كل منابعه التمويلية عبر التخلي التدريجي عن التمويل المحمول على السلطة، يتعرض الفضاء التعليمي خاصة المدارس إلى سعي بعض التيارات والأحزاب والجمعيات لاختراقه وتأسيس أوكار للجهل والتكفير عبر تسريب الرمل في العقول الناشئة، والترويج لأفكار مغلوطة، والتي اعتبرها جريمة لتفكيك منظومة التعليم العصرية والمدنية وهو هدف التيارات التي تريد العودة بنا إلى الوراء، يضيف نبيل فرقنيس.