نشرت صحيفة ”تايمز” البريطانية تقريرًا قبيل الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، الذي قام على أساسه كيان الاحتلال الإسرائيلي. واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: ”في 31 أكتوبر عام 1917 خرج عضو البرلمان مارك سايكس، الذي كان خبيرًا في شؤوون الشرق الأوسط، من مكتب الحكومة إلى حيث كان يجلس الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان، وقال له: دكتور وايزمان، المولود ذكر”. وكان سايكس تلقى تعليمات من رئيس الوزراء، ديفيد لويد، ووزير الخارجية، أرثر بلفور، بالتفاوض على تصريح بريطاني لصالح خلق وطن لليهود في فلسطين، وكان رئيس الوزراء وافق على صياغته للوثيقة الخاصة بذلك. كان ذلك هو التوقيت المناسب، إذ كانت بريطانيا منهكة بمجريات الحرب العالمية الأولى، والولايات المتحدة انضمت حديثًا للحلفاء، بينما روسيا تتماسك بصعوبة، وكان في روسيا والولايات المتحدة العدد الأكبر من اليهود، وكانت الحكومة البريطانية مقتنعة بأن لليهود في البلدين نفوذًا واسعًا. كان الجيش البريطاني في فلسطين، بقيادة الجنرال ألينبي، استولى على بئر السبع، ويتقدم باتجاه القدس، مصحوبًا بقوات الشريف حسين ملك الحجاز، الذي كان يأمل بتأسيس دولة عربية تتضمن فلسطين وسورية والعراق وشبه الجزيرة العربية. لكن دول التحالف كانت اقتسمت تلك المناطق فيما بينها. وأردفت الصحيفة تحليل الظروف الدولية التي واكبت إعلان الوعد المشؤوم وهجرة اليهود إلى فلسطين. وفي السياق أكّدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ”فتح”، بطلان الوعد المشؤوم الذي منحته بريطانيا لليهود منذ مئة عام هو وعد باطل، وهم لا يملكون حقا في أرض فلسطين ليعدوا به الآخرين. وقال عضو المجلس الثوري لحركة ”فتح” والمتحدث باسمها أسامة القواسمي في تصريح صحفي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية الفلسطينية، إن بريطانيا تسببت بشكل مباشر بنكبة الشعب الفلسطيني الأصيل وتشريده وقتله وذبحه، وهم بذلك ارتكبوا أبشع جريمة بحق الإنسانية. وطالب القواسمي الحكومة بريطانيا بأن ”تعتذر للشعب الفلسطيني الصامد، ولأطفاله ونسائه المشردين فى مخيمات الشتات بسبب هذا الوعد المشؤوم، وأن تكفر عن جريمتها ولو بالشيء القليل، من خلال الاعتراف الفوري بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، لا أن تحتفي بالذكرى المئوية للوعد المشؤوم ولأبشع جريمة فى تاريخ الإنسانية.”. وأضاف أن كل أحرار العالم والمناصرين لحق الشعب الفلسطيني سيعبرون عن سخطهم ورفضهم فى الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وستشهد الأرض المحتلة يوم غضب كما عواصم العديد من دول العالم.