هالني كمّ التعليقات المشككة في أنوثة السيدة رئيسة بلدية شيڤارة بميلة، وكمّ السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها للأسف صادر من نساء يدّعين الدفاع عن حقوق المرأة. فبغض النظر عن العائلة السياسية التي تنتمي إليها السيدة زهية بن قارة، اختلفنا أم اتفقنا مع قناعاتها، فلا يحق لأحد الحديث عن مظهرها وشكلها، ولا عن صفاتها الجسمية، فلا أحد صنع نفسه بنفسه، وليس أحسن من خلق الرحمان. فعوض أن نبارك للسيدة فوزها في ولاية وقرية محافظة ونتمنى لها التوفيق في مسعاها، راحت ألسنة السوء تلوك كلاما لا علاقة له بالنضال ولا بالمهمة الملقاة على رئيس بلدية في ولاية تعاني التهميش. فهل لأنها لا تضع المساحيق شككتم في شخصها، مع أنكم سكتم على المرشحات اللواتي رفضن نشر صورهن؟ أنت جميلة سيدتي، وليست هذه مجاملة، وتصريحاتك وابتسامتك تنم عن أنك إنسانة تؤمن بما تفعل، فما كنت لتصلي إلى هذه المرتبة من فراغ، بل ما كنت لتتبوئي منصب مديرة ثانوية لو لم تكوني مثابرة وفحلة مثل الكثير من فحلات الجزائر الصامدات. لم يسبق أن تعرفت عليك إلا خلال الحملة ومن صورك المنشورة على صفحات الوقاحة والظلم السافر، وسررت أنك فزت بثقة سكان بلديتك، ثقة لا أظن أنها أتت من فراغ. أتمنى أن تكون مهمتك سهلة وأن تنجحي في رفع تحدي المرأة عاليا. هي ليست مجرد تمنيات، بل آمنت بك بعد مشاهدتي تصريحاتك وابتسامتك العفوية التي أنارت تقاسيم وجهك، فكنت جميلة ولطيفة وأكثر من ذلك واثقة من نفسك ومن قدرتك على المهمة التي أنت مقبلة على تحملها. أقول هذا رغم اختلافي مع الحركة التي تنتمين إليها، لأنها كلمة حق لا غير!