هيا يا ابن سلمان! وأنت تقود ثورتك على الموروث الديني العفن، وعلى الدعاة السفهاء الذين نشروا الخراب في العقول عقودا، وتدخل بعضا من النور إلى البيت السعودي، وإلى حياة المرأة السعودية المكبلة بسلاسل التخلف، فقد أسعدني خبر إسقاط حكم قتل المرتد المفهوم الذي ظهر بعد وفاة الرسول، لما خرجت قبائل عربية من الإسلام بسبب الصراعات حول الخلافة، وقال المركز الذي تترأسه أن قتل المرتد يتعارض مع النصوص الشرعية. إنها ثورة حقيقية وغير مسبوقة على التراث الديني، وما دمت سترفع الظلم عن عقول المسلمين، فلماذا لا تبدأ برفع الظلم عن الشعب اليمني؟ هيا التفت أيها الأمير الثائر إلى جهة اليمن، ألم ترعبك الصور المهربة من هناك لأطفال لم يبق منهم إلا الجلد على كومة من العظم، وصور الأشلاء لأترابهم ممن حصدتهم نيران التحالف الذي تقوده بلادك؟ نحن نشد على يدك ونبارك ثورتك على الدعاة الذين خربوا عقول أبنائنا بفتاواهم التي لا تمت لا للعقل ولا للمنطق بصلة، لكن لن نسكت وطائراتك تصب يوميا حمم النار والموت على رؤوس اليمنيين، بحجة محاربة الحوثيين والوجود الإيراني هناك، بينما تهرول من الجهة الأخرى للتطبيع مع إسرائيل التي صارت في نظركم أرحم من الجمهورية الإسلامية التي وبتوافق أمريكي صهيوني صارت أخطر على الإسلام والمسلمين من إسرائيل في نظركم. المجازر التي يسببها طيران التحالف الذي تقوده بلادك على الشعب اليمني بدعم أمريكي، فاق كل الجرائم التي اقترفتها إسرائيل في حق أطفال فلسطين، ولبنان في صائفة 2006، فهل بهذه الصورة ستقود البلدان العربية والإسلامية على طريق التنوير، ويدك ملطخة بدماء أطفال اليمن، أطفال اليمن الذين مزقهم الجوع والبرد، وحصدت منهم الأوبئة الآلاف في السنوات الأخيرة، بينما تتباهى أنت بسلطانك وقوتك وصداقتك لترامب الذي يقوي ساعدك على اقتراف شرور غير مسبوقة في اليمن، وربما في لبنان لتدمير حزب الله والمقاومة الوحيدة في الوطن العربي التي مازالت تسمح لنا برفع هاماتنا وإخراج رؤوسنا من وحل الذل الذي لحق بنا عقودا. أرواح أطفال اليمن في رقبتك إلى يوم الدين، وأنت اليوم مسؤول على كل قطرة دم تسقط في هذا البلد وهذا الشعب المسالم الذي لا ذنب له إلا أنه يقع بجوار بلدكم الغني الذي استطاع شراء صمت الجميع، لكن التاريخ لن يرحمكم ولن يرحم كل متواطئ التزم الصمت إزاء جرائمكم.