بدأت امس في موسكو المباحثات الروسية الأمريكية بصيغة "اثنين زائد اثنين" بين وزيري الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والدفاع روبرت غيتس ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف واناتولي سيرديكوف. وستتصدر المباحثات مناقشة آفاق التعاون بين موسكووواشنطن في مجال الدفاع المضاد للصواريخ في ضوء خطط واشنطن، لنشر اجزاء الدرع الصاروخي في أوروبا ومستقبل معاهدة خفض الاسلحة الهجومية الاستراتيجية المعروفة بسالت، والحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا وخطط توسيع حلف الناتو. ونقلت مصادر مطلعة عن مصدر رفيع المستوى بالخارجية اشارته الى ان وزيري الدفاع والخارجية الامريكية يحملان لموسكو اقتراحات سبق وأن أشارا إليها في اكتوبر الماضي. وحسب قول المصدر، فإن هذا الاقتراح يقضي بتواجد ضباط روس في مواقع الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا، واعطاء ضمانات بأن الرادار لن يتجه نحو روسيا وعلى ألا يجري اخفاء الصواريخ في ملاجئ تحت الارض. ويقول الجانب الامريكي إن هذه الأفكار كانت واشنطن قد طرحتها على موسكو في وقت سابق. واشار المصدر الى ان "الجانب الروسي كان قد رحب بمثل هذه الشفافية والثقة لأنها تجري في اطار مقترحات موسكو. وانها تمنح الفرصة لنا للاطلاع على ما تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية من جانب واحد وعلى الضد من ارادة روسيا، وان كانت تهدد بلدنا في هذه الاثناء". وتندرج في جدول اعمال المباحثات ايضًا المبادرة الروسية الامريكية في مجال عدم انتشار الاسلحة النووية والتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية ومكافحة الارهاب وقضايا الامن الاقليمي والدولي الملحة. ولم ينجح وزراء الخارجية والدفاع لافروف ورايس وغيتيس وسيرديكوف خلال لقاء مماثل عقدوه في اكتوبر 2007 في الاتفاق على قضية الدفاع المضاد للصواريخ التي كانت محور المباحثات. وطرحت روسيا التي تعارض بشدة خطط امريكا بنشر اجزاء الدرع الصاروخي في أوروبا، الاستعمال المشترك لمحطة رادار جبلين الروسية الكائنة باذربيجان وارمافير في جنوبروسيا بهدف الدفاع المضاد للصواريخ. وتفسر امريكا نشر اجزاء النظام الدفاعي في أوروبا بكونه ضد التهديد الايراني. وترى موسكو ان براهين واشنطن غير مقنعة.