ناقش المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي "السينما والتراث" الذي نظمته الجمعية الوطنية لمنتجي السمعي البصري بقاعة فرانس فانون" أول أمس، جوانب هامة في قطاع السمعي البصري بالجزائر، حيث ركزوا على واقع قطاع السينما في مطلع السبعينيات والثمانينيات ومسألة التراث السينمائي الجزائري المتواجد في فرنسا والفائدة من استرجاعه• تطرق آيت سالمي إسماعيل المدير السابق لقطاع السينما والسمعي البصري إلى الظروف التي أدت إلى خروج التراث السينمائي الجزائري إلى أوروبا وكذا إلى تدهور قطاع السينما في بلادنا بعد حالة الازدهار التي شهدها في السبعينيات والثمانينيات، حيث أنتجت العديد من الروائع السينمائية الثورية الخالدة التي لاتزال السينما الجزائرية تفخر بها حتى الآن، وقال بهذا الخصوص بعد توقيف مختبرات تطوير الأشرطة سنة 1971 التي كانت ملكا في الأصل للاستعمار، طلبت منهم الدولة الانتظار حتى موعد إعلان قرار تأميم المحروقات لاستئناف العمل من جديد، حيث اضطر هذا القطاع إلى نقل الأفلام المنتجة لتطويرها في الخارج في فرنسا بشكل خاص عوض التوقف عن عملية الإنتاج، وبقيت هذه الدول تحتفظ بنسخة من هذه الأفلام، واعتبر هذا الأخير في حديثه هذا الجانب رئيسيا في حالة التدهور التي بلغها قطاع السينما في الحقبة اللاحقة• وأرجعت المخرجة أمينة شويخ في تدخلها أسباب تدهور السينما ببلادنا إلى غياب الإرادة السياسية التي قررت في ذلك الوقت إغلاق هذا القطاع، وبخصوص التراث السينمائي الجزائري المتواجد في الخارج قالت هذه الأخيرة "لا يهمنا استرجاعه وما يهمنا الآن هي عملية الإنتاج، إذ يجب أن نعمل على استدراك ما فاتنا في هذا المجال"• ودعا المخرج دحمان أوزيد إلى تجاوز إشكالية من تسبب في الأزمة والتراث السينمائي المتواجد في فرنسا وإيطاليا قائلا "لا يجب أن نعود إلى الوراء بخصوص الأخطاء التي ارتكبها الأولون ونثير أسئلة لا فائدة من إثارتها، لماذا لا نملك سينما؟ لماذا لا نملك مخابر وأفلام؟ الأهم بنظري هو أن نقيم المستوى الذي يشهده هذا المجال، ماذا استرجعنا حتى الآن وعن الكيفية التي سنعيد وفقها تهيئة المخابر حتى نستفيد منها"، وأضاف في ذات الشأن أن مسألة ضياع الأرشيف هي مسؤولية جماعية ولا تتعلق بطرف معين• في حين علق المخرج محمد حويذق عن واقع السينما في بلادنا قائلا "كانت الجزائر تحتل المرتبة الثانية بعد مصر فيما يتعلق بإنتاج الأفلام، واستغرب اليوم بعد أن أصبحت في أسفل الترتيب تتصدرها تونس والمغرب اللتان كانتا في وقت قريب جدا تفتقران إلى أبجديات العمل السينمائي المحترف"• أما الفترة المسائية فقد خصصت لموضوع السينما والتراث الأمازيغي، حيث تناول هاشمي عصاد محافظ مهرجان الفيلم الأمازيغي المكانة التي أصبح يكتسيها الفيلم الأمازيغي على الساحة المحلية والدولية، بعد أن أصبح يناقش في رسائل ماجستير ودكتوراه، وتطرق سليمان حاشي رئيس المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ إلى الطريقة التي يمكن أن توظف بها السينما للمحافظة على التراث•