ربّى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة على العلم والعمل، فلم يكن يعلمهم العلم دون العمل، بل يأمرهم بالعمل ويحثهم عليه، وأساليبه في ذلك كثيرة متنوعة، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "لقد عشت برهة من دهري، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم القرآن• ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده منه وينثره نثر الدقل" رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، ويقول التابعي أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا من كان يُقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل" رواه أحمد وغيره•