أكد الدكتور عميش عبد القادر أن التجريب في الرواية يدفع الكاتب لإنتاج نص أدبي يحقق اللذة للقارئ، وقال خلال محاضرة: "التجربة في الإبداع الروائي تجريبي في رواية بياض اليقين"، والتي ألقاها أول أمس في الجاحظية إن للتجريب مزالقه أيضا لأن المؤلف حسبه ينتج نصا نخبويا لا يقرؤه عامة الناس. اعتمد المحاضر في تعريفه للتجريب على المفهوم الذي وضعه الدكتور صلاح فضل والذي قال إنه يتمثل في ابتكار طرائق وأساليب جديدة في أنماط التعبير الفني. وأشار الدكتور عميش عبد القادر أستاذ بكلية الأدب في جامعة الشلف إلى أن ما يشد انتباه القارئ في روايته "بياض اليقين" الصادرة عام 2006 عن دار الأديب، هو التجريب الصوفي، من خلال توظيفه لطرائق وأساليب جديدة في أنماط التعبير الفني. قال عميش عبد القادر إن من أسباب فوز جمال الغيطاني بالجائزة الأولى في فرنسا عن روايته "التجليات" هو أنها رواية تكتب بطريقة سردية مغايرة للمعايير الغربية المعروفة، وأكد المحاضر أن التجريب في "بياض اليقين" هي اللغة الصوفية التي وظفها أي المصطلحات بصفتها شفرات لها دلالتها وبعدها المعرفي، وقال عميش عبد القادر إن مظاهر التجريب في روايته توظيفه "الهاتف النقال" الذي يعد شخصية فاعلة في صلب السرد بصفته ساردا يحكي، ويصور ويحزن صور أبطاله، بالإضافة لاستعماله جهاز الحاسوب الذي يتخذه الروائي مكانا دالا على وجود الفعل وقال "فهو مثل الهاتف المحمول مصدر للحكى وملهمي". يرى صاحب "بياض اليقين" أن من تقنيات التجريب التي استعملها في روايته هو كبح جماح الاسترسال السردي، وذلك باقتصاده في اللغة بالتركيز والحذف والتنقيط والتشفير والتلغيز، وقال "دفع القارئ إلى التحلي باليقظة وحضور الإدراك، وهذا يعني أن التجريب في الرواية ينتج نصا قلقا. وأضاف المحاضر قائلا إن من مظاهر التجريب في روايته أنه جعل نصه مفتوحا على شتى النصوص من الثقافات الأخرى، بالإضافة لاستفادته من الواقع اليومي وتحويله إلى طريق سردي. أكد الدكتور عميش عبد القادر أن للتجريب مزالقه ذلك أنه يجعل صاحب الرواية والقصة ينتج نصا نخبويا لا يقرؤه العامة من الناس ويعرضون عنه لأنه يتضمن شفرات خاصة ومصطلحات أكاديمية عالية، كما أن النص سيتميز بكونه يتحرك وليس ساكنا، من جهة أخرى أكد المحاضر أن التجريب يجعل صاحب العمل ينتج نصا قادرا على تحقيق اللذة عند القارئ.