وأكدت الدراسة على ضرورة استبدال "الموكيت" الفاخر الذي تمتلئ به المساجد الكبرى "بالحصير" البلاستيك، الذي تلجأ له الزوايا الصغيرة في القرى، والأحياء الشعبية، أو الحصير الطبيعي البلدي، المنتج من الأشجار• وعدد أساتذة النسيج بكليات الفنون التطبيقية مزايا الحصير أن له عدة مزايا، أبرزها أن معامل احتكاكه الضعيف يقي من تشوهات الأقدام والأيدي، كما يساعد على امتصاص العرق وعلاج الروماتيزم بتجنب الكهرباء الاستاتيكية، والحرارة العالية التي تتسبب فيها الخامات الصناعية• "وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد فياض، صاحب الدراسة، أن الفكرة تولدت من شكوى بعض المصلين في عدد من المساجد من إصابتهم بأزمات ربو خصوصا أثناء السجود• وقال إنه عندما تزايدت تلك الحالات قام بإعداد استمارة استبيان على مرتادي عشرة مساجد في مناطق مختلفة، وتوصل إلى نتائج مثيرة أهمها أن 12%، من المترددين على هذه المساجد مصابون بحساسية في الصدر بسبب فرش هذه المساجد بالأفرشة الحديثة وعدم الاهتمام بالشكل الكافي بعملية النظافة والتهوية اللازمة• وأشار إلى أن هذه الأفرشة الحديثة أشبه "بمزرعة حشرات"، وبمجرد الاستنشاق المتكرر أو التنفس العادي، أثناء السجود، يؤدي إلى تزايد الإصابة بأزمات الربو والحساسية الصدرية، لذلك لا ينصح الأطباء باستخدامه في غرف الأطفال، خاصة في ظل صعوبة تنظيفه وتشبعه بالمياه مما يجعله بيئة خصبة للأمراض المتنوعة، خصوصا في المناطق القريبة من دورات المياه بالمساجد• وأكد أنه عند استكمال الدراسة، باستبيان على المصلين في الزوايا الصغيرة المفروشة بالحصير البلاستيك، ثبت انخفاض إصابة المصابين بالربو لوجود المسام التي تعوق نمو الحشرات التي تسبب الحساسية، مؤكدا أن نمو هذه الحشرات تنعدم فرصتها تقريبا عند استخدام الحصير الطبيعي المصنوع من ألياف نباتية والذي ثبت فعاليته في علاج الروماتيزم، لما يولده من شحنات كهربائية نتيجة احتكاكه بجسم المصلي أثناء الركوع والسجود• وينصح الدكتور فياض بالعودة إلى فرش المساجد بالحصير، وضرورة الاهتمام بزيادة عمال النظافة وآلات التنظيف، حتى لا تتحول المساجد إلى بيئة خصبة لنقل الأمراض عبر المفروشات المتسخة من السجاد أو الأفرشة الحديثة• ويؤكد الدكتور محمد الجمل، رئيس قسم النسيج بكلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، أن العودة إلى استخدام الحصير البلدي والمنسوج من خيوط قطنية مع لحامات من نبات "السمار"، والابتعاد عن الموكيت له مزايا متعددة، كما أنه صحي للجسم، فهو ذو مسامية عالية ومعامل الاحتكاك الخاص به ضعيف، لذا لا يولد حرارة عالية، وبالتالي لا يشعر الإنسان بضغط الأرض على جسده خاصة عند السجود•