أصبحت صناعة الأفرشة التقليدية بتندوف والمعروفة ب “الحصيرة” أو “القطيفة” في تراجع مستمر لدى العائلات التندوفية التي اعتادت منذ القدم على فرشها في المناسبات، غير أنها اختفت في السنوات الأخيرة.. وحسب بعض النسوة بحي الخنكة الشعبي، فإن هذا التراجع يعود إلى نقص مادة أزران، وهي ألياف نباتية تنتج من عشبة صحراوية تدعى السبط الذي لم يبق منه سوى الاسم (واد السبطيين) الذي أضحى جافا مقفرا، وأدى ذلك إلى تقهقر صناعة الحصيرة التي كانت تمثل أبهى الأفرشة وأغناها، فضلا عن كونها أول ما يتقدم الأثاث والمتاع لجهاز العروس في المجتمعات البدوية. وتفضل النساء في ظل انعدام مادة السبط نسج أفرشة من نوع “الحنبل” أو “لكسة” وهي من الألوان المزركشة، لكنها عديمة الأهمية في غياب أم الأفرشة التقليدية “لقطيفة” التي تمثل الفراش السامي لدى أغلب العائلات التندوفية، وقلما تجد بيتا تندوفيا يخلو من قطيفة ذات اللون الأحمر الداكن والخيوط الحريرية الزاهية الألوان. ويعود سبب تراجع صناعة “لطقيفة” إلى نقص الوبر والصوف الناتج عن تناقص رؤؤس الماشية إثر موجة الجفاف الذي أصاب المنطقة في السنوات الأخيرة. واكتفت العائلات حاليا بفرش البيوت بأفرشة عصرية تدعى “لمشوارة”، وهي زرابي ذات صنع أجنبي.. لكن تبقى مكانة الأفرشة القديمة باقية في ضمائر الأولين، و مازالت أسر كثيرة تحتفظ ببقاياها كإرث تراثي كان ذات يوم ينبض بالحياة. واختارت نساء حي الخنكة ممارسة حرفة نسج الزرابي، بالإنضواء تحت لواء جمعيات وتعاونيات حرفية من أجل الإبقاء على فن النسيج الذي اختفت مهاراته باختفاء الأفرشة القديمة.