وأشار عطا الله الدين ممثل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي بن يحيى إلى أن هذه الندوة هي من ضمن فعاليات الأنشطة الثقافية الستة التي تعهدت الجزائر استضافتها الشهرين المقبلين، والتي تهدف إلى تفعيل التعاون الثقافي المغاربي، وأشاد في ذات السياق بدور الندوة في تبادل الآراء وسبل التعاون بين الخبراء المغاربة في مجال الكتاب ونشره وكذا توزيعه باعتباره وسيلة لتبادل العلوم والثقافات بين الأجيال والأمم. وعن واقع الكتاب قال عطا الله الدين إنه يعرف أزمة حقيقية خاصة في العالم العربي، أرجع الخبراء أسبابها إلى عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية متفاوتة، أهمها غياب المراقبة، وتطور النشر الالكتروني بالإضافة إلى عدم اعتماد سياسة تسويق رشيدة ومناسبة في دول الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى ضعف نسبة المقروئية في العالم العربي، حيث يشير تقرير "اليونسكو" إلى أن الفرد العربي لا يقرأ إلا ستة دقائق في السنة مقابل الأوربي الذي يقرا ستة وثلاثون ساعة. ومن جهتها أكدت خليدة تومي وزيرة الثقافة في كلمتها التي قرأها ممثلها عثمان نور الدين على "ضرورة الاحتراس والتنبه مما تحاول بعض الكتب الترويج له، والتي تصلنا في إطار الهبات والمعارض، حاملة سموما وأفكارا تتنافى وقيمنا الاجتماعية، محرضة على العنف والعنصرية واللاتسامح ولقيم غريبة عن قيمنا". وحضر الندوة خبراء ومختصون في مجال الكتاب من مختلف أنحاء المغرب العربي وذلك بغرض عرض تجربة كل دولة في مجال الكتاب والقراءة العمومية، على رأسهم النابغة الموريتاني محمد ولد محمد ولد احظانا الذي يشغل منصب مستشار الوزير الموريتاني للثقافة والاتصال الذي قدم تجربة بلاده في إشاعة المطالعة وتشجيع انتشار الكتاب، كذلك الدكتور المغربي حسن الوزاني الذي تحدث عن التعاون الثقافي المغاربي في مجال نشر الكتاب ودعمه،إلى جانب رئيس الهيئة العامة الليبية للكتاب الذي استعرض اتفاقية التعاون الثقافي المغاربي وتصورا لآليات التنفيذ. للإشارة فإن فعاليات الندوة دارت في جلسات مغلقة باستثناء الافتتاح الذي حضرته الصحافة الوطنية في انتظار الإعلان عن توصيات اللجنة التي سترفع إلى مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي الذي سينعقد في ليبيا في دورته القادمة.