عرف اليوم الأول للندوة تدخل المحافظ العام للإحصاء والاستشراف والمدير العام للديوان الوطني للإحصائيات وممثل البنك الإفريقي للتنمية، حيث ابرز المتدخلون في كلمتهم دور المعلومة الإحصائية في تنمية الاقتصاد والمجتمع والدور المرجو من هذه الندوة من أجل تفعيل المعلومة الإحصائية وتعزيز التعاون ضمن منظومة إحصائية مغاربية، فعالة وذات جدوى، قادرة على أداء دورها الإقليمي والدولي. الندوة سالفة الذكر ، تسعى السلطات الجزائرية " إلى جعلها محطة كبيرة ومنعرجا في حياة النشاط الإحصائي في المنطقة المغاربية ، وصفحة جديدة من التعاون الفعلي بين الإفطار المغاربية ، وذلك من أجل تعزيز القدرات في مجال إنتاج وتحليل البيانات ، والتفكير في إنشاء بنك للمعطيات خاص بالمنطقة يهتم بالعديد من المجالات ، وكذلك إنشاء هيئة مغاربية للإحصاء " وتقييم مدى تطبيق التوصيات التي صدرت عن لقاء السخيرات بالمغرب في شهر افريل سنة 2008 وعن ورشة تونس( ديسمبر 2008) التي انبثقت عنها جملة من التوصيات ، تهدف كلها إلى تجهيز دول المغرب العربي بمنظومات إحصائية فعالة تستخدم المناهج الدولية المعمول بها . ومن أجل تحقيق مثل هذه الأهداف الهامة ، خاصة وأنها أهداف من طبيعة علمية لاتتاثر بالتقلبات السياسية ، تسعى ندوة الجزائر" إلى وضع برنامج عمل للتفعيل الميداني للأنشطة الإحصائية من شأنها الإسهام في تنمية التنسيق والتناغم بين البلدان المغاربية في مجال مختلف الأنشطة الإحصائية وتوضيح وتحديد سبل تجسيدها من حيث التنظيم والتمويل ، إلى جانب بحث آليات التطابق في ميدان أنتاج ونشر وتبادل البيانات الإحصائية بين دول المغرب العربي ". كما تسعى هذه الندوة من خلال التوصيات التي ستصدرها في ختام أشغالها ، إلى دعم التبادل المغاربي في المجالات الإحصائية التي حددتها ورشة تونس من خلال إصدار إستبيان موحد لإنتاج البيانات المتعلقة بالديمغرافية ،السكان ،الشغل والأجور ، ظروف المعيشة والفقر، الحسابات الوطنية والتصانيف. وإذا تمكنت ندوة الجزائر من تحقيق مثل هذه الأهداف ميدانيا ، فهذا يعدّ في حد ذاته إنجازا مغاربيا كبيرا بالنظر إلى انعدام التعاون الحقيقي في هذا المجال ، والذي أقتصر في واقع الأمر على تنظيم لقائين بالمغرب وتونس ، حيث اقتصر اللقاء الأول على إجراء معاينة لواقع التعاون المغاربي ، في حين عكف اللقاء الثاني على إصدار توصيات ، دون تحديد آليات التطبيق ، وهي الوسيلة الأهم في تفعيل أي تعاون كان . وعلى أمل الخروج بتوصيات عملية وقابلة للتطبيق ، نظمت الندوة في شكل جلسات عامة وورشات قطاعية لمختلف المواضيع المدرجة في جدول الأعمال، إلى جانب إلقاء أربع مداخلات ، تتعلق الأولى بمساهمة المشروع العربي لصحة الأسرة في التكوين وتعزيز القدرات العربية ، وتخصص المداخلة الثانية لمسألة التنسيق الإحصائي بين دول المغرب العربي ، أما الثالثة فتتناول الآليات التي يتم من خلالها تقييم نوعية البيانات ، وفي الختام تتناول المداخلة الرابعة مسألة إنجاز وتنفيذ ومتابعة الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الإحصائية . ونشير في هذا الإطار ، أن البنك الإفريقي للتنمية لعب دورا مهما في تنظيم هذه الندوة ، حيث أكد ممثل البنك بأن مؤسسته تقدم دعمها الكامل لهذه الندوة وغيرها من الندوات التي تنظم في إفريقيا والدول النامية من أجل ترقية وتطوير المعلومة الإحصائية ، خاصة في ظل الأزمات التي يشهدها العالم.