وقد اعتمدت الجمعيات في إحصاءاتها على النزول الميداني والاتصال المباشر مع العائلات وهوما جعل أساتذة علم الاجتماع بجامعة باجي مختار بعنابة وخبراء السوسيولوجي يدقون ناقوس الخطر لأن هذه الظاهرة تشجع على دخول هذه الفئة عالم الإجرام مرجعين وأسباب انتشار ظاهرة تشغيل الصغار أساسا إلى التسرب المدرسي الجماعي والفقر وتدني مستوى المعيشة وتدهور القدرة الشرائية في المرتبة الثانية وقد وجهت هذه الجمعيات أصابع الاتهام نحوأرباب العمل وأصحاب الورشات الصناعية التي توظف الأطفال وتعول على تشغيلهم باعتبارهم يد عاملة رخيصة مستغلين في ذلك براءتهم وظروفهم الاجتماعية القاهرة، وقد أكد أطباء بالمستشفى الجامعي ابن رشد للفجر أن الأشغال الثقيلة تهدد صحة الطفل وتفقده طاقته في وقت قصير لأن ظروف العمل لا تراعي المعايير والمقومات المطلوبة مما يشكل خطورة بالغة على هذه الفئة الصغيرة خاصة أنهم ينشطون بورشات صناعة الحطب والحديد أوحمل الأثقال مثل صناديق الخضر والفواكه في الأسواق الشعبية• وافاد نفسانيون أن هذه الظاهرة الغريبة في بلادنا تساهم بقسط كبير في تهديم معنويات الطفل الذي يعيش محروم من الرفاهية والعيش الرغيد وعليه يجد الشارع سندا له فيتعلم الجريمة والقتل والسرقة والانحراف الاجتماعي، كما يزيد من اتساع رقعة العنف ضد الأحداث ويجعلهم فريسة سهلة للمجرمين ولذلك الجمعيات الخاصة بحماية الطفولة المسعفة تسعى جاهدة لتوفير سياسة وقائية عميقة للتقليص من حجم الظاهرة التي أخذت منحنى خطيرا بالمغرب العربي وحسب تقرير المنظمة العالمية للطفولة اليونيسيف فقد أكدت أن منطقة المغرب تحصي ما لا يقل عن 6 ملايين طفل عامل وأن الجزائر تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لدول المغرب العربي بمعدلات نمو رهيبة•