إن فكرت في زيارة بوطويل بأولاد رابح عليك أولا باختيار الطريق و أي طريق فالسكان هنا يمضون من هذه القرية باتجاه سيدي معروف قبل الوصول إلى مقر البلدية و قبل ذلك يجب أن تفكر في الوسيلة التي ستوصلك إلى الهدف يقول السكان أنهم يضطرون على النهوض على الساعة الرابعة صباحا و أحيانا قبلها من أجل الظفر بمكان على مستوى سيارة "كلونديستان " من نوع 404باشي و بسعر 50 دج للفرد الواحد و هي تذكرة الوصول إلى بلدية سيدي معروف ثم امتطاء حافلة باتجاه مقر بلديتهم أولاد رابح بالأربعاء الواقعة على مساحة 18 كلم عن سيدي معروف بتذكرة 30 دج و هو ما يعني بأن المواطن القاطن ببوطويل يضطرون من أجل استخراج شهادة ميلاد إلى دفع 160 دج ذهابا و إيابا و رحلة صعبة على مسافة 80 كلم ذهابا و إيابا هذا عن رحلة من أجل استخراج وثائق من البلدية الأم أما وضعية الطرقات فحدث و لا حرج رغم أن البلدية هيأت جزءا من هذا الطريق إلا أن الأجزاء المتبقية لا تصلح حتى لسير البهائم و الأحمرة و المعاناة لا تتوقف هنا فظروف السكن غير لائقة مطلقا بفعل قدم البنايات كما هو حال سكنات القرية الاشتراكية ال 54 و التي أنجزت في السبعينيات من القرن الماضي حيث يؤكد السكان أن سقوف هذه المنازل لم تعد تحميهم من تسربات الأمطار و الثلوج مما جعلها مهددة بالانهيار من يوم لآخر هذه " بوطويل " و معاناتهم مع ماء الشرب حكاية أخرى إذ أن السكان يعتمدون على عيون طبيعية متواجدة في الخلاء غير مهيأة و بدون حماية أو مراقبة للمصالح المعنية و هو ما يعني بأن أطفال و شيوخ بوطويل شركاء مع البهائم و حتى الحيوانات البرية في ينابيع الشرب الشيء الذي قد يؤثر على صحتهم مستقبلا عندما يتعلق الأمر بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه كالكوليرا و التفوئيد و غيرها أما في فصل الصيف و حين تجف تلك الينابيع أو العيون فإن الوضع يتعقد جدا حيث تبدأ مرحلة البحث عن الماء في الأودية و الشعاب و هناك ظروف قاسية في التمدرس خاصة بالنسبة لتلاميذ الإكمالي و الثانوي الأمر الذي أثر عليهم سلبا في مواصلة الدراسة و التوقف مرغمين لا أبطال أما الحديث عن الصحة فإن القاطن ببوطويل مرغم على احتواء و التعايش مع الألم لفترات طويلة قبل الوصول إلى قاعة علاج بسيدي معروف لتلقي حقنة فقط أما عندما يتعلق الأمر بمرض استعجالي أو امرأة حامل فإن الرحلة تتواصل إلى مستشفى الميلية على بعد حوالي 40 كلم و الضمن في هذه الحالة باهضا جدا لا يطيقه جيب ذلك المواطن المثقل بالمشاكل و الهموم ، بحيث يمكن أن تصل فاتورة نقل امرأة حامل إلى حدود ال 3000 دج هذا و يعاني سكان قرية بوطويل إضافة إلى كل هذا من انعدام المرافق العمومية الشبانية منها و الترفيهية و الإنارة العمومية و غيرها فهي قرية يعيش فيها الفقر و يبقى الأمل أمل السكان في تهيئة الطريق بين مشتة تمخراط و قرايو المرصل إلى مقر لبلدية لعل ذلك يخفف من حدة المعاناة خاصة وأن المنتخبين الجدد يتحدثون عن مشاريع قادرة على إخراج المنطقة ولو نسبيا من عزلتها •