وحسب المتحدثة فإن هذا العدد خاص بالثلاث سنوات الأخيرة بمعدل 22 مؤسسة في السنة متخصصة في النسيج والخياطة والإعلام الآلي ومتمركزة أساسا في الجزائر العاصمة وضواحيها، "حيث تلقين تكوينا خاصا لمدة تسعة أشهر في في هذه المجالات على مستوى الجمعية مباشرة، وبعد تحصلهن على شهادات قمنا بمساعدتهن لتكوين نشاطات حرة خاصة بهن"• أكثر من 90 بالمائة من الضحايا يجهلن حقوقهن وعن سؤالنا عن النساء المعنيات بالتكوين، أجابت بأنه لا يخص فقط النساء المتواجدات على مستوى مركز الاستقبال والإيواء إنما تستفيد منه نساء من المحيط الخارجي يقصدن الجمعية بغرض مساعدتهن لانعدام أي مصدر للرزق، خاصة إذا تعلق الأمر بربة بيت تعيل أطفالا، في هذه الحالة يتم ضمان التكوين لهن إضافة إلى أنه "في غالب الأحيان نسدد تكاليف النقل لتحفيزهن على الاستمرار"• وتضيف السيدة صبرينة أن هذه النتيجة حصيلة طبيعية لعمل منسق لطاقم الجمعية إضافة إلى إرادة المعنية على مساعدة نفسها، حيث يستقبل المركز حالات مختلفة خاصة المتعلقة بالطلاق الذي تتعرض فيه المرأة غالبا للطرد من البيت، مشاكل الميراث، الاعتداءات الجنسية وزنا المحارم والأمهات العازبات، وكذا مشكل الحضانة والعنف الجسدي والمعنوي• للإشارة، أكثر من 90 بالمائة من الضحايا لا يعرفن حقوقهن لذا يقوم المختصون القانونيون المتواجدون على مستوى مركز الاستماع القانوني والنفساني بإرشادهن إلى الخطوات القانونية التي تضمن حقوقهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالحضانة، فأغلب السيدات عند تعرضهن للعنف يغادرن البيت العائلي مع أطفالهن، "في حين أن الأصح بقاؤها في البيت لأنه في حالة مغادرتها يمكن للزوج أن يرفع قضية هجر البيت العائلي وبالتالي تؤول حضانة الأطفال للوالد"• من جهة أخرى هناك التكفل النفساني للنساء المتواجدات داخل مركز الاستقبال والإيواء أو خارجه والذي يعتبر أهم مرحلة من مراحل معالجة الضحايا إضافة إلى التكفل الطبي والاجتماعي• وتؤكد المديرة "أهم عمل لنا ليس إيواء الضحايا وإنما مساعدتهن على استعادة الثقة بأنفسهن وتجاوز الأزمات"• العنف ضد المرأة في الجزائر مرتبط ب"العقليات" أشارت المتحدثة إلى أن العنف لا يقتصر فقط على الاعتداء الجسدي وإنما هو كل ما يؤثر سلبا على نفسية ومعنويات الضحية• أول مشكل يطرح حول العنف ضد المرأة في الجزائر - حسب مديرة مركز الاستماع - يعود إلى الذهنيات "المتوارثة" التي تميز الجزائري، ولا يتعلق بفئة معينة من النساء والرجال وإنما نجد هذا التفكير مترسخا حتى لدى النخبة في المجتمع• فالكثير منهم يرون أن العنف ضد المرأة شيء طبيعي وحتى بالنسبة للنساء إذ أن "أغلب الاتصالات التي نتلقاها من نساء تعرضن للعنف من طرف العائلة أو الزوج تحاولن إيجاد التبريرات لهذا السلوك"• وركزت ذات المتحدثة على رفض فكرة أن النساء المضطهدات هن الأميات أواللاتي تنتمين إلى الطبقة الكادحة في المجتمع، فالعديد من الحالات التي عالجتها الجمعية تخص نساء على درجة عالية من الثقافة ومتحصلات على شهادات جامعية وهذا ما ينطبق على سيدة مختصة في علم الاجتماع لجأت إلى طلب المساعدة من الجمعية بعد ما تعرضت له من عنف بدني ومعنوي من طرف زوجها الذي أدخلها في حالة حادة من الانهيار العصبي والإحباط أثر إلى حد ما على سلامتها العقلية، الشيء الذي استلزم وقتا طويلا لإعادتها إلى حالتها الطبيعية، وبعد شفائها لجأت إلى الطلاق• من جهة أخرى يمس العنف النساء بمختلف أعمارهن حيث عالج المركز حالة عجوز تبلغ السبعين من العمر قام زوجها بتطليقها بعد أكثر من خمسين سنة زواج، ما أثر على نفسيتها واستلزم دخولها إلى المركز• وأشارت السيدة صبرينة إلى أن الضحية تتحمل جزءا من المسؤولية فيما يحصل لها باعتبار أن أغلبية النساء لا يتقدمن بشكاوى ضد المعتدي وكأنه من الطبيعي أن تتعرض للعنف، أو بسبب الفضيحة إذا تعلق الأمر بالاعتداءات أوالتحرشات الجنسية وكذا الفتيات اللاتي يقعن في الخطأ مع شخص ما، "لاحظنا أنه عندما تتعرض المرأة إلى اعتداء جنسي لا تقوم بالتبليغ أوالاتصال بنا إلا بعد مرور وقت طويل وهذا لا يخدمها في حالة ما إذا أرادت رفع دعوى على المعتدي، لذا من الضروري الإبلاغ عن الحادث في وقته"• الفراغ القانوني مشكل يعقد مهمة المركز وعن التمويل قالت المتحدثة بأن الجمعية لا تملك ميزانية معينة من أي جهة وإنما تعتمد على إعانات المحسنين وبعض الجمعيات الطلابية الذين يقومون بحملات تحسيسية لجمع الإعانات وكذا القسط الذي يتحصلون عليه من خلال المحجوزات والتي عادة ما تتمثل في الخضر والفواكه• وفي ما يخص العراقيل التي تحول دون تحقيق النتائج المرجوة تقول المديرة بأن "أهم معوق هو الفراغ القانوني فيما يخص العنف داخل العائلة إضافة إلى انعدام النصوص التطبيقية في بعض المواد فيما يخص قانون الأسرة، من جهة أخرى هناك مشكل التمويل فليس لدينا مصدر ثابت يتكفل بتقديم الدعم المادي لنا، إضافة إلى مشكل لا يقل أهمية عن المشاكل الأخرى وهو عدم امتلاكنا لخط أخضر مجاني فغالبية المتصلات تقطعن المكالمة بعد اكتشافهن بأن الرقم ليس مجاني" تضيف السيدة صبرينة وارد•