ونظرا لحساسية الموضوع حسب محرري الرخصة وحداثته في المجتمعات العربية عامة والمجتمع الجزائري خاصة فالتوعية والتحسيس في هذا المجال تحتاج إلى مهنيين ومهنيات ذوي مهارات مهنية خاصة، كون التعامل مع الأطفال وأسرهم في حال لزم الأمر يتطلب الدقة والحذر، كما يهدف الملحق إلى التعريف بظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال وتحفيز الأولياء على لعب دور تربوي فعال مع أولادهم لتوعيتهم وحمايتهم بقدر الإمكان من الاستغلال الجنسي بكافة أشكاله كما يمكنهم إثراء النقاش بقصص تخطر على بالهم قد يحبون سماعها لتزيد من وعيهم• يحتوي الكتيب على 14 بطاقة فيها صور مختلفة تعبر عن مواقف يومية يمر بها الأطفال ولكن قد يتعرض أيضا من خلالها للأذى أو الاستغلال إذا لم يحذر منها، ويسمح برنامج الرخصة بمساعدة مرشدين مدربين عليه بفتح الحوار مع الأطفال، حيث تعرض عليهم الصور ويطلب منهم التمعن فيها التعليق عليها ومن ثم يتوصلون بأنفسهم إلى السبل الأفضل للتصرف السريع لحماية أنفسهم• تتركز مبادئ العمل على أسس معينة أهمها مخاطبة الأطفال باللهجة المحلية ومحاولة تفهم الأحداث من وجهة نظرهم مثلا "لو كان تصيب روحك في بلاصا ما فيها حتى واحد غير شخص غريب متعرفوش وكبير عليك، وهذا الشخص يحب يقنعك باش تروح معاه لبلاصا بعيدة وما تعرفهاش، واش راح تدير في هذه الحالة واش راح تقولو، واش يصير لو كان تروح معاه؟"، كذلك تجنب الأسئلة المختلفة التي يكون الجواب عليها بنعم أولا والتركيز على طرح أسئلة مفتوحة تثير الطفل وتشجعه على الحوار، كما يذكر الدليل المرشدين على أنه لا يوجد أسلوب واحد ينسجم مع جميع الحالات وإنما لكل حالة خصوصياتها ومتطلباتها وبالتالي تحديد الأسلوب الملائم للتعامل معها• تتطرق "رخصة الحذر" إضافة إلى التوجيهات الموجهة إلى المربين إلى إرشادات خاصة بالأولياء تتعلق بكيفية معرفة ما إذا تعرض الطفل إلى اعتداء أو لا، وهذا بملاحظة الأعراض التي تظهر على الطفل الذي تعرض للاعتداء وأهمها الانطواء والعزلة، المزاجية وعدم التركيز، التراجع في التحصيل الدراسي، التحدث في قضايا جنسية لا تتلاءم مع عمر الطفل، الأرق وعدم انتظام النوم، العدوانية، الخوف من الذهاب إلى أماكن بعيدة، الغضب وردات فعل عصبية وعوارض جسمية كآلام في الرأس أو البطن أو التهاب في الأعضاء الجنسية أو الشرج أو ظهور بقع دم على الملابس الداخلية• كما أنها تتضمن بعض الإجراءات التي يجب على الأهل اتخاذها في حال شعورهم بأن ابنهم تعرض لاستغلال جنسي كتجنب الفزع والتوتر لتشجيع الطفل على التحدث عن الموضوع والإصغاء إليهم بتركيز، التأكد من عدم إخافتهم من خلال التركيز على أنهم غير مذنبين، إظهار الحب والدفء والفهم لهم، ودعمهم من خلال فتح الحوار معهم وإشراكهم بالمشاعر المتناقضة التي يمرون بها، والتوجه لطلب المساعدة المهنية المتخصصة، وعدم اللجوء الى التوبيخ أو الضرب أو الإهانة، ومحاولة رؤية الحدث بعيون الأطفال أنفسهم من خلال فسح المجال لهم للتحدث عن تفاصيل الحادثة وعن شعورهم إزاءها•