أخذت مهنة مجالسة الأطفال في الانتشار في السنوات الأخيرة بوهران حيث يكثر الطلب على المربية "أو "الخادمة "التي تتكفل برعاية الأطفال و تربيتهم في غياب الوالدين خاصة الوالدة . و نظرا للإقبال الكبير لبعض الأسر الوهرانية على جالسات الأطفال لجأت العديد من الفتيات اللائي تلقين تكوينا في مجال التربية سواء بالمراكز التكوين المهني التربية أو بقسم علم النفس بجامعة "السانية "وهران إلى الإعلانات عن الطريق الجرائد التي تكلف عادة أكثر من ألف دينار للإصدار الواحد لجلب الزبائن . وتقوم بعض الممارسات لهذه المهنة بنشر الإعلانات حتى بالصيدليات و بعض دور الحضانة وفي قاعات الحلاقة و الحفلات وكذا ببعض مقاهي الانترنيت و حتى الحمامات التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل النساء بمختلف شرائهم الاجتماعية ومستوياتهم التعليمية. و يبدو أن الفتاة الوهرانية تفطنت حسب وأج إلى هذا النوع الجديد من المهن الذي كان يدخل ضمن ثقافة الغرب والذي يتطلب في اغلب الأحيان الانتقال من أسرة إلى أخرى أو العناية بهم في منازل المربية في حالة توفرها على منزل واسع. وترى إحدى المختصات في علم النفس التربوي أن مهنة جليسة الأطفال مهنة تحتاج إلى الصبر و طول البال ولا تقتصر مهمتها الجليسة على الرعاية الجسدية للطفل و إنما تتطلب مراعاة الجوانب النفسية و التعليمية و التربوية و يجب أن توفر جليسة الأطفال على عناصر أساسية تتمثل على وجه الخصوص في القدرة على التعامل مع الطفل و التعرف على احتياجات الطفل و تعليمة و تدريبية و تأهيلية نفسيا و تربويا و هذا هو الفرق بين جليسة الأطفال و " الدادة " و الخادمة . و في هذا الشأن تقول جميلة البالغة من العمر 30 سنة والتي تمارس هذه المهنة أكثر من سنتين داخل منزلها و في بعض الأحيان تنتقل إلى الأسرة "أن مهنة الجليسة ليست تقليدا للغرب و إنما هي موجود منذ زمن بعيد و نفس ما تقوم المربية تقوم به جليسة الأطفال و الفرق في تغيير التسمية التي أصبحت تواكب التطورات الحاصلة في المجتمع وفي عالم التربية . مجالسة الأطفال..تخصص يدرس بمراكز التكوين المهني والجدير بالذكر أن المدونة الأخيرة للتكوين المهني الخاصة بسنة 2007 استحدثت اختصاص جديد اسمه " مرافقة للأمومة" و الذي أصبح يدرس بأحد مراكز التكوين المهني بوهران و يلقى إقبالا من قبل الفتيات المهتمات بتربية و رعاية الأطفال بمختلف الفئات العمرية من 0 إلى غاية 05 سنوات" حيث تشير إحدى المدرسات بقطاع التكوين المهني بالولاية " أن اختصاص مرافقة أمومة " يقترب بكثير إلى جليسة الأطفال ويطلب من الممارسة أن تكون أكثر دراية بالتشريع الذي يضبط الأسرة و تدعم ثقافتها بالاطلاع على قانون الأسرة لمساعدتها على تأدية عملها على أكمل وجه . و بما أن مهنة جليسة الأطفال لاتزال حديثة بالمجتمع الجزائري فإنها من المهن الحرة التي تفتقد إلى ضوابط من حيث التأمين الاجتماعي و الآجر الشهري حيث يقول أحد الباحتين في دراسة حول الشعل الرسمي أنها من الأنشطة المهنية غير المصرح بها مثلها مثل المهن التي تمارسها المرأة داخل البيت " الخياطة " و الحياكة " و منظفة البيوت " و " الخادمة "وغيرها من المهن التي تستهوى النساء . وتختلف أسعار مجالسة الأطفال من جليسة إلى أخرى وغالبا ما تتراوح مابين 200 و300 دينار للطفل الواحد و لساعة الواحدة و البعض منهن تفضل أجر شهري يتراوح بين 2500 و 3000 دينار للأسرة الواحدة و خلال ساعات محدودة لا تتجاوز الساعتين وذلك حسب طلب الأسرة و يكون في اغلب الأحيان النقل مضمون إذا كانت مجالسة الأطفال ليلا. وإذا كانت بعض الأسر الوهرانية تعتبر هذه الأسعار غالية ويتطلب الأمر تنظيم هذه المهنة فان بعض من جلسات الأطفال يؤكدن أن جليسة الأطفال لا تعني حراسة الطفل عند غياب الوالدة وإنما تلعب الجليسة دور فعال في تربية النشأ و تنمية مداركه الفكرية ومساعدة الطفل على تخطي ذلك الإحساس الذي يراود الطفل عند غياب والدته أو ولديه خاصة إذا كان غياب الأم يدوم أكثر من أسبوع.