تلجأ الكثير من الأمهات إلى استبدال الرضاعة الطبيعية بالصناعية بالرغم من انها من أهم المسؤوليات المنوطة لها، إلا انها اصبحت تشكل للعديد منهن مشاكل جمة تعرقل حياتهن الاجتماعية• وحسب السيدة(ن ع) التي تحدثت إليها جريدة "الفجر" فإنها قد اضطرت إلى توقيف الرضاعة الطبيعية بعد ثلاثة اشهر من إنجاب ابنتها، كونها عاملة في إحدى المؤسسات العمومية من الثامنة صباحا الى الرابعة مساء، اضافة الى بعد مقر سكناها عن العمل، مما يجعل فكرة العودة الى المنزل للإرضاع مستحيلة، لذا اختارت تعويدها على الرضاعة الاصطناعية• وعلى صعيد آخر فإن الامهات العصريات يراعين كثيرا مظهر أجسادهن، لذا فإنهن يحرمن صغارهن من حليبهن خوفا من فقدانهن رشاقتهن وجمالهن، وذلك للحفاظ على انوثتهن وإرضاء ازواجهن، وهذا ما أكدته لنا السيدة (ز ب) من بلدية بن عكنون، التي تقول إنها تخاف من فقدانها زوجها اذا زاد وزنها لأن معظم الرجال يكرهون السمنة• ومن جهته البروفيسور خياطي المختص في طب الأطفال قد عبر لنا عن استيائه الكبير من تفشي ظاهرة الرضاعة الاصطناعية في مجتمعنا، مؤكدا أنه خلال العشرين سنة الاخيرة سجلت الجزائر تراجعا مذهلا في التزام الامهات بإرضاع أطفالهن، وأشار البروفيسور إلى أنهم بصدد تحضير دراسة جديدة حول الرضاعة الطبيعية في الجزائر تشير الى وجود 17 بالمائة فقط من الأمهات بالجزائر يرضعن ابناءهن رضاعة طبيعية، الأمر الذي يطرح مشكل صحة عمومية، بتعريض تلك البراءة الى أمراض خطيرة كالتعفنات والإسهالات التي أصبحت حاليا تحتل المرتبة الثانية في أسباب وفاة الأطفال في السنة الاولى، وذلك بفعل غياب رصيد مناعي كاف لحمايتهم• ومن جهة أخرى كشف المتحدث ذاته انه خلال 2003 بلغ عدد الأطفال الذين توفوا بسبب امراض صدرية أكثر من 10 آلاف حالة بسبب امراض صدرية، و9 آلاف بفعل أمراض معدية راجعة دائما الى غياب الرضاعة الطبيعية• كما أوصى الأمهات بالعودة الى الشريعة الإسلامية التي تنص على ارضاع الأبناء عامين كاملين لما في ذلك من فوائدة كثيرة على صحتهم، الأمر الذي تثبته الكثير من الدراسات الأجنبية في هذا الإطار، ونفى أن يكون للإرضاع تأثير على رشاقة الأم•