علمت "الفجر" من مصادر موثوقة، أن ما يقارب 62 بالمائة من الطلبة الجدد لم يوجهوا وفق رغباتهم الأولى، رغم حصول العديد منهم على معدلات القبول المحددة في دليل الطالب، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على عملية استقبال الطعون، التي انطلقت بداية من أمس، على مستوى مختلف جامعات الوطن. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، ألح في عدة مناسبات على صعوبة توجيه نسبة كبيرة من الطلبة الجدد وفق التخصصات التي وقع عليها اختيارهم بالنظر إلى ارتفاع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا هذه السنة بنسبة 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، مكتفيا بالقول إن وزارة التعليم العالي تتعهد بضمان مقعد بيداغوجي لكل طالب وسرير لمن يسمح لهم القانون بذلك. وتبقى التصريحات التي أدلى بها المكلف بتوجيه الطلبة في فترة التسجيلات الأولية بالمدرسة العليا للتجارة ل "الفجر"، كدليل قاطع على أن وزارة التعليم العالي ستجد صعوبة كبيرة في إرضاء نسبة كبيرة من الطلبة، عندما كشف لنا أن المدرسة العليا للتجارة وحدها سجلت في اليوم الثاني من التسجيلات الأولية ما يقارب 600 طلب لمواصلة الدراسة في المعهد، في الوقت الذي يوفر 350 مقعد بيداغوجي كل سنة. ومن المنتظر أن تعرف فترة إيداع الطعون في مختلف جامعات الوطن حالة فوضى، بالنظر إلى الكم الهائل من الطلبة الذين لم يسعفهم الحظ في توجيههم وفق التخصصات التي يرغبون فيها. علما أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لا يمكن أن تستجيب سوى لمعدل صغير من الطعون التي لا تتعدى في الكثير من الأحيان نسبة 6 بالمائة. وكما عودتنا فترة التسجيلات الأولية على مستوى جامعات الوطن كل سنة، فإن معظم الطلبة يقع اختيارهم على بعض التخصصات المطلوبة بكثرة، سواء العلمية كالطب والصيدلة والإعلام الآلي، أو الأدبية كالترجمة واللغات الأجنبية، حيث يبقى المشكل المطروح حاليا، هو أن وزارة التعليم العالي تقوم كل سنة بإنجاز مرافق ومراكز جامعية، توجه لبعض التخصصات التي ينفر منها الطلبة الجدد، كالحقوق والفلسفة والتاريخ، دون استثمارها في التخصصات المعروفة المذكورة أعلاه، وهو ما يدفع بوزارة التعليم العالي إلى توزيع الطلبة على مستوى كل المقاعد البيداغوجية التي توفرها كل سنة.