كما يشارك الرئيس السوري، بشار الأسد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالإضافة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القمة التأسيسية "مسار برشلونة -الاتحاد من أجل المتوسط" ولن يتغيب عن القمة سوى القائد الليبي معمر القذافي، الرافض للمشروع جملة وتفصيلا ، من باب اعتباره خطرا على دول جنوب المتوسط وإعادة رسم للخرائط الاستعمارية، وأعطى القادة العرب المشاركين في القمة نصيبا من الانتقادات في تصريحات له مؤخرا بطرابلس، بعد أن قرر حرمان "فرنسا" من أي تمثيل ليبي في القمة، والتي تشارك فيها دول الاتحاد الأوروبي ال27 ، بالإضافة الى 12 دولة عضو في مسار برشلونة، الى جانب البوسنة، كرواتيا، إمارة موناكو ومونتينيغرو. ويحضر القمة أيضا رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسي مانويل باروسو، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد سبق اجتماع الرؤساء اليوم اجتماع تحضيري على مستوى الخبراء لإعداد جدول أعمال القمة وتحضير البيان الختامي والمتضمن - حسبما تناقلته مصادر إعلامية - المطالبة بزيادة التعاون في مجالات مختلفة منها قضايا الأمن والهجرة والنقل، بالإضافة الى التجارة والبيئة والطاقة والحماية المدنية وكذا الزراعة والأغذية. وكان مسؤول فرنسي قد صرح بوجود 150 مشروعا في إطار الاتحاد من أجل المتوسط قيد الدراسة، مع التركيز على الشراكة والمساواة والتمويل الطوعي للمشاريع• وحث البيان على التعجيل في تنفيذ المشاريع الراهنة بين الضفتين بهدف الحفاظ على العلاقات وتعزيز التجارة، كما يقترح توسيع نطاق تعاون الجامعات الاورومتوسطية. أما عن تمويل المشاريع الذي كان يشكل نقطة ظل في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، فمن المقرر أن تعتمد القمة خمسة مصادر للتمويل والمتمثلة في مشاركة القطاع الخاص، مساهمات من الدول الاورومتوسطية، مساهمات من شركاء دول المتوسط، بالإضافة الى مساهمات من بلدان أخرى ومن المؤسسات المالية الدولية والكيانات الإقليمية. وسيعرض على القمة اليوم عدد من المشاريع منها قضية التلوث في البحر الأبيض المتوسط والتعاون خلال الكوارث الطبيعية، بالإضافة الى التعاون بين الحماية المدنية وأزمة الغذاء وخلق مؤسسات صغيرة، فيما تأجلت أخرى لوقت لاحق. وسيبت اليوم في مسألة رئاسة مسار برشلونة - الإتحاد من أجل المتوسط، التي يقال أن باريس ومصر ستتقسمانها في الوقت الراهن، فيما تسعى بعض الدول إلى افتكاك منصب الأمانة العامة، منها المغرب وتونس ومالطا، وتقرر استضافة بروكسل المقر الذي يضم ممثلين عن شمال وجنوب المتوسط . وفي السياق، قالت المحافظة الأوربية للعلاقات الخارجية بينيتا فريرو والدنر، أمس، لصحيفة "لوفيغارو" إن مسار برشلونة - الإتحاد من أجل المتوسط يرتكز على ثلاث نقاط هامة منها ترقية الحوار السياسي من خلال قمة كل سنتين، والرئاسة المشتركة التي قد تضمن حسبها المساواة بين دول الضفتين وآخرها المشاريع التي تشمل كل دول منطقة البحر الأبيض المتوسط وتمكن من خلق منطقة التبادل الحر وميزتها المرونة، حيث لن تجبر الدول على دخول مشاريع مع دول أخرى لا تتعامل معها، خاصة إسرائيل، حيث كانت الجزائر طالبت خلال المنتدى المتوسطي بإضفاء المرونة على المشاريع احتراما لمواقف كل دولة من بعض القضايا وعلى رأسها النزاع العربي-الإسرائيلي. ولخصت بينيتا فريرو والدنر قولها بأن الإتحاد من أجل المتوسط مشروع سياسي واقتصادي وثقافي.