ويضيف والدا مراد أنهما كانا متفائلين منذ الصغر، حيث كانت بدايته الدراسية بالمدرسة القرآنية وكان عمره 04 سنوات، ونظرا لاجتهاده وذكائه تمكن من الحصول على أول جائزة له على مستوى حفظه "سورة البينة"، بعدها تنقل للدراسة في الطور الابتدائي فكان من بين الأوائل ليحصل على شهادة التعليم الإبتدائي بمعدل 19.55، وكلل مساره الدراسي في التعليم المتوسط بحصوله على الشهادة بمعدل 18.10، الشيء الذي شجعه على المثابرة ليلتحق بعدها بالطور الثانوي ويكون أول تلميذ جزائري يتحصل على معدل 18.34 في شهادة البكالوريا منذ الاستقلال ويتربع مراد على عرش المتفوقين ويتقلد وسام التقدير والعرفان لمجهوداته• ينحدر مراد من عائلة بسيطة، تتكون من الوالدين وأخوين يقطنون شقة من ثلاث غرف بحي الإخوة رحابي بمدينة فالمة، يتقاسم مراد غرفة منها مع شقيقه الأصغر• وعن سؤالنا له عن السر الذي مكنه من التفوق في دراسته منذ الصغر•• يضحك مراد ويقول أن السر هو إيمانه بمبدأ أن من ثابر على شيء يتفوق فيه "وهذا هو حالي، حيث ومنذ صغري كنت أعشق قراءة القرآن والمطالعة وأصغي إلى توجيهات والدي (الأب أستاذ جامعي والأم أستاذة مادة الفيزياء في الثانوي) والفضل راجع لهما لوصولي اليوم إلى هذه النتيجة التي أعتز بها كثير، خاصة ولايتي وثانويتي التي وصل صداها إلى كل الجزائريين"• يضيف مراد أنه استطاع التوفيق بين الدراسة والرياضة التي يمارسها بانتظام، خاصة كرة القدم، حيث أكد لنا أنه لاعب ماهر في صفوف أواسط ترجي فالمة• وعن مستقبله مع هذه الرياضة، قال مراد: "أحب كرة القدم، لكن ذلك لن يكون على حساب مواصلة مشواري الدراسي بالرغم من لعبي مع الترجي ثلاثة مواسم كاملة"• أما والد مراد فقد أكد لنا أنه تم تحويل غرفة اسقبال الضيوف بالبيت إلى مكتبة حقيقية لمراد وذلك بوضع جهاز كمبيوتر متصل بالأنترنت ومكتب لتكون بذلك غرفة مطالعة ونوم في نفس الوقت "لأن ضيق المسكن المتكون من ثلاث غرف هو الذي حتم علينا ذلك"• ويضيف الوالد أن ابنه يعشق الإعلام الآلي•• هذا العالم الذي لا ينتهي، حيث يقضي معظم أوقات فراغه أمام جهاز الكمبيوتر المتصل بشبكة الأنترنت، يبحث عن الأرقام الخاصة بالقنوات المشفرة سيما منها بطاقة ART - TPS وغيرهما•• ليضيف الوالد أن أمنيته الكبرى هو أن يزاول مراد دراسته العليا في الخارج، كما يتمنى من السلطات أن تعطي لمثل هؤلاء المتفوقين اعتناء خاصا• وتوجه مراد بالشكر للأساتذة الذين ساعدوه على تحقيق هذه النتيجة المبهرة، خاصة السيدة طرشون غنية، أستاذة بالطور الإبتدائي التي كان لها الفضل الكبير في توجيهي مدة 06 سنوات• من جهته اعتبر السيد عليوي الساسي، أستاذ الفلسفة أن مراد كان بمثابة الطالب الذي يريد أن يحقق هدفا في حياته ومشواره الدراسي وقد ساعده الأساتذة على ذلك "والحمد لله أن مجهودنا ومجهوده لم تذهب هباء منثورا"•