ظهر وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، خلال إشرافه على تقييم نتائج البكالوريا لهذه السنة، مستاء جدا من أسئلة بعض الصحفيين المتعلقة بمصير الأساتذة المتعاقدين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، حيث رفض الوزير التعليق على الموضوع والرجوع لشرح الأسباب التي جعلت الوزارة تفضل إدماج الأساتذة الجدد وفق نظام المسابقات الوطنية، قائلا: " تحدث في الموضوع أكثر من مناسبة وشرحت لكم بالتفصيل استراتيجية التوظيف الجديدة المعتمدة في قطاع الوظيف العمومي الخاص بالأساتذة ولا يوجد ما أضيفه إلى ذلك " ما يعني أن "القرار الذي اتخذ فيما يخص توظيف الأساتذة الجدد لا رجعة فيه وأن إضراب 50 أستاذا متعاقدا عن الطعام هو تضييع للوقت لا غير" وفي تقييمه لامتحانات شهادة البكالوريا، قال الوزير بلغة التفاؤل "إن النتيجة المسجلة هذه السنة غير مقنعة بالدرجة التي كانت تتمناها وزارة التربية، لكن المؤشرات الحالية إن عدنا إلى نتائج شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط لنفس السنة فيمكن أن أؤكد من هذا المنبر وأمام مدراء التربية لكل الولايات وأولياء التلاميذ الذين حضروا معنا أن نتائج امتحانات البكالوريا ستفوق نسبة 70 بالمائة في غضون 2015 " . كمل لم يفوت الوزير الفرصة لتهنئة مدراء الولايات الثلاث الأولى في نتائج امتحانات البكالوريا والمتمثلة في كل من تيزي وزو التي احتلت المرتبة الأولى وقسنطينة في المرتبة الثانية والعاصمة التي تمكنت هذه السنة من الظفر بالمركز الثالث، إضافة إلى تلاميذ ثانوية سيدي محمد علي بولاية غليزان الذين فازوا بشهادة البكالوريا بنسبة 100 بالمائة. وفي سياق آخر، اعترف المسؤول الأول عن قطاع التربية أنه أخطأ التقدير في السنوات الماضية عندما أقر تعليمة جديدة تقضي بمعاقبة جميع أساتذة المؤسسات التربوية التي تحصلت على نتائج هزيلة على مستوى الأطوار الثلاثة، قائلا: "أدركت اليوم أن العصا لا تنفع وأن الوسيلة الصالحة لاستدراك الأخطاء التي وقعنا فيها هو الرجوع إلى نظام تقييم نتائج المؤسسات التربوية قبل انطلاق كل موسم دراسي جديد بهدف التوقف على الأسباب الحقيقية التي تحول دون الوصول إلى تحقيق الأهداف المسطرة ومن ثم يتم العمل وفق النتائج المحصلة عليها". كما استصغر نفس المصدر كل الأقاويل المتداولة في الشارع والتي توحي أن وزير التربية حول التلاميذ إلى فئران التجارب لإنجاح الإصلاحات التي باشر العمل بها منذ 5 سنوات قائلا: "على كل حال، أنا شخصيا لا يزعجني كلام الآخرين في هذا الموضوع، إدراكا مني أننا لو لم نقم ببعض التجارب للنهوض بقطاع التربية لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم"، مضيفا: "رئيس الجمهورية بنفسه أعطاني كل الصلاحيات لكي أقدم كل ما أراه ناجحا للمدرسة الجزائرية، وعلى هذا الأساس فإن الإصلاحات ستتواصل ومن يريد أن ينتقدني فله ذلك".