يشتكي معظم حرفيي الصناعات التقليدية بولاية الشلف من عدم وجود أي مركز أو دار للصناعات التقليدية يمكنهم من خلالها تصريف منتجاتهم أو حتى عرضها بالنسبة للجمهور الذي يود اقتناء بعض الحاجيات التقليدية والتي تتميز بالجودة والإتقان، بالإضافة إلى ما تمثله من تعبير عن أصالة المنطقة وجذورها بخلاف المقتنيات المعروضة حاليا بالأسواق والتي يغلب عليها طابع التصنع والتكلفة، فضلا عن غياب أي قيمة فنية أو جمالية لها بخلاف الصناعات التقليدية المحلية. ويضطر الكثير من هؤلاء الحرفيين إلى الاستعانة ببعض المحلات المختلفة لعرض منتجاتهم لديها أو تتبع الأسواق لبيعها بغرض تحصيل مقابل أتعابهم مع ما يكلفهم ذلك من تكاليف أضافية نظرا لغياب أي فضاء مختص لعرض هاته الصناعات التقليدية والحرفية بالولاية على خلاف باقي ولايات الوطن. ويبقى عزاء الحرفيين بالولاية هو تتبع المعارض الوطنية والمحلية لعرض منتجاتهم والحصول على طلبات للشراء، إلا أن هذه غير كافية كونها ليست بشكل دائم بل موسمية ومرتبطة ببعض المناسبات لا غير، وهو ما يؤدي بالكثير منهم إلى البحث عن وسائل أخرى بطرقهم الخاصة. وفضلا على مشاكل التسويق، يعاني الكثير منهم مشكل جلب المواد الأساسية وكذلك غلائها، الأمر الذي يؤثر على التكلفة الإجمالية لمنتوجهم الذي يتطلب دقة ومهارة عاليتين بخلاف الموجود بالسوق حاليا وهو في أغلبه مصنع ولا تتوفر فيه الجودة والنوعية المطلوبة، وهو ما أثر بشكل سلبي على الصناعات التقليدية المحلية التي صارت تلقى منافسة غير شريفة من قبل المنتجات الأجنبية، في غياب أي حماية للمنتوج التقليدي الوطني نظرا لتوجه الكثير من المواطنين إلى اقتناء مواد تقليدية أجنبية نظرا لبساطتها وسعرها المتدني دون النظر إلى نوعيتها وجودتها التي لا تقارن مع المنتوج المحلي. وحسبما علمناه من مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فإن هذه الأخيرة قد استفادت من مشروع لإنجاز دار للصناعات التقليدية ومركز تسهيل لفائدة الحرفيين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وقد انطلق المشروع منذ فترة قصيرة بالمدينةالجديدة بالشطية (على بعد 10 كليومتر عن عاصمة الولاية) على مساحة إجمالية تقدر ب1200 متر مربع وبغلاف مالي يقارب ال40 مليون دينار جزائري. وستكون هاته الدار بمثابة ملتقى للحرفيين ومعرض دائم لمنتجاتهم حتى يسهل عليهم تسويق مختلف منتجاتهم بطريقة سهلة ومنظمة، كما تعتزم المديرية ذاتها اقتراح فضاءآخر بمركز المدينة ليكون كمعرض دائم للصناعات التقليدية والذي من المرجح أن يكون في ساحة التضامن والوئام المدني لموقعها الهام لقربها من فندق الولاية بالإضافة إلى محطة الحافلات. للعلم، يضم حاليا قطاع الصناعات التقليدية قرابة ال2757 حرفي في جميع الاختصاصات الحرفية مسجل لدى غرفة الصناعات التقليدية والحرفية بالولاية، منهم 244 مسجل جديد انضم مؤخرا للقطاع يتوزعون على مختلف النشاطات وتخصصات هذا القطاع، منهم 44 حرفيا في الصناعة التقليدية والفنية و30 حرفيا في الصناعة التقليدية لإنتاج المواد و150 حرفي في الصناعة التقليدية للخدمات.