تقوم البعثة الأثرية اليابانية من جامعة كانازاوا، بتنقيباتها للموسم السادس على التوالي في موقع إسلامي يقع بالقرب من مدخل ميناء خورفكان المالي بالتعاون مع إدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، حيث يترأس الوفد الدكتور صباح جاسم المسؤول عن التنقيبات والبعثات الأثرية بإدارة الآثار بالشارقة، وقد كشفت تنقيبات الموسم الجديد في منطقة الساحل الشرقي بمدينة خورفكان عن ظهور عدد من المساكن التي ضمت بين جوانبها لقى أثرية تشير إلى مزاولة أنشطة تتعلق بالحياة اليومية كمواقد النار وجرار الخزن والأوعية الفخارية وعظام الحيوانات مثل الأغنام والماعز. وكذلك اللقى المصنوعة من الزجاج كالأواني والأقداح والأساور والخرز إضافة إلى مواد أخرى مصنوعة من البرونز، ومما يميز هذا الموقع شيوع المواد المتحصل عليها عن طريق التجارة إذ نجد هناك الفخاريات المستوردة من الصين والفيتنام وتايلاند وماينمار ومنطقة جنوب آسيا، والفخاريات المصبوغة المصنوعة أصلاً في أواسط آسيا وفخاريات مزججة من إيران. كما احتوى الموقع على فخاريات مزججة بنية اللون تم استيرادها من عمان، كما تم أيضاً العثور على فخاريات مزججة صفراء اللون مصبوغة باللون الأسود تعود إلى القرن الثالث عشر وهي مستوردة من اليمن، بالإضافة إلى فخاريات أخرى محلية الصنع. ويؤرخ العديد من هذه الفخاريات إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر. إن وجود هذه المواد المستوردة من أماكن متعددة ومختلفة من أرجاء العالم إنما يشير إلى أن هذه المدينة كانت مرفأ مهماً خلال العصور الإسلامية المتوسطة ومركزاً تجارياً لعب دوراً بارزاً في شبكة التجارة العالمية ويمثل هذا انعكاساً واستمرارية لموقع ميناء خورفكان في الوقت الحاضر.