حدد قاضي محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة يوم ال29 من هذا الشهر موعدا لجلسة ثانية في محاكمة رادوفان كراديتش الذي مثل أمس الأول أمام هيئة المحكمة في أول ظهور علني له منذ اعتقاله، وطلب زعيم صرب البوسنة السابق الترافع بنفسه أمام المحكمة، إلا أنه طلب إرجاء رده على الاتهامات إلى أن يطّلع على لائحتها. واف/رويترز وقصد كراديتش، الذي بدا مختلفا كليا عن المظهر الذي اعتقل وهو عليه، الإفادة من مهلة ثلاثين يوما القانونية قبل الاعتراف أو عدمه بما وجه إليه من اتهامات، وردا على سؤال القاضي عن عدم حضور أي محام إلى جانبه، قال "لدي مستشار خفي، قررت أن أدافع عن نفسي بنفسي وليس فقط أثناء مثولي الأول بل طيلة جلسات المحاكمة". وفي نهاية الجلسة، تكلم مطولا عن ظروف اعتقاله مؤكدا أن مجهولين "خطفوه" واحتجزوه ثلاثة أيام، وقال "لم تقدم لكم معلومات صحيحة عن تاريخ اعتقالي، ارتكبت مخالفات بشأن وصولي إلى هنا". وفي بداية جلسة الخميس اختصر القاضي التهم ال11 الموجهة لكراديتش، ومنها جرائم حرب وضد الإنسانية وجرائم إبادة خلال حرب البوسنة التي أوقعت أكثر من 100 ألف قتيل وأدت إلى نزوح 2.2 مليون شخص. وجدد كراديتش (63 عاما) تأكيد تصريحات صدرت عن عائلته حول اتفاق سري قال إنه أبرمه مع المفاوض الأميركي ريتشارد هولبروك خلال التوقيع على اتفاقات دايتون للسلام في البلقان في نوفمبر 1995 مقابل انسحابه من الحياة العامة، وقال "وعدت بالانسحاب من الحياة العامة وحتى الأدبية"، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وعدته في المقابل "أن تفي بالتزاماتها" دون تحديد تلك الالتزامات، وأضاف أن هولبروك "كان يتكلم باسم الولاياتالمتحدة الأميركية". وأعلنت عائلة كراديتش مرارا أن المفاوض الأميركي وعد بعدم تسليمه لمحكمة الجزاء الدولية إذا انسحب تماما من الحياة العامة والسياسية، وقد يفسر ذلك حسب مراقبين لماذا أفلت كراديتش الملاحق منذ 1995 من القضاء الدولي لفترة طويلة. وفي المقابل نفى هولبروك أمس في حديث مع قناة "سي.إن.إن" إبرام أي اتفاق من هذا القبيل، وقال "عندما اختفى، بث رسالة تضليل زعم فيها أنني أبرمت معه اتفاقا يقول إذا اختفى لن نلاحقه، هذا غير صحيح تماما"، واعتبر هولبروك أن عدم إلقاء القبض على كراديتش بعد انتشار قوات الناتو في البوسنة بعد اتفاقات دايتون، "خطأ جسيم". وقال "كان يفترض أن يعتقل وكانت سيارته المرسيدس متوقفة كل يوم في مكانها أمام مكتبه طيلة ستة أشهر بعد توقيع الاتفاقات. ورفضت قيادة الناتو حينها اعتقاله رغم أنه كانت لديها الصلاحيات لذلك"، مضيفا "كان ذلك خطأ جسيما"، ووصف هولبروك كراديش بأنه "المهندس الفكري لإيديولوجيا الحقد العرقي" في يوغسلافيا سابقا. وقال "من بين جميع رجال البلقان الشيطانيين كان هو الأسوأ".