كما يرتبط عادة اسمها بحدث أو بمكان تواجدها ك"حمام بن ناصف" و"حمام دقوش"، "حمام المزابي" و"حمام الشط" و"حمام سوق الغزل" الذي يعد الأقدم، هذا الأخير استوحى اسمه من النساء والرجال الذين كانوا يقومون بحياكة كل ما هو من الصوف والوبر وبيعيه بالمكان ذاته غير أنها أصبحت مهددة كونها ملتصقة بالسكنات المهددة بالانهيار في أي لحظة. كما أن الشيء الذي يعطي نكهة طيبة وجميلة لهذه الحمامات هي تلك المعتقدات التي كانت ولاتزال لحد الآن تؤمن بها النسوة وهي ارتباط كل حمام بولي صالح، حيث نجد بيوتا شبيهة بالفندق، عبارة عن غرفة مظلمة تكون عادة بالزاوية تقوم المشرفة عليها يوميا بتعطير مياهه بالمسك، أما صاحبات الأماني والحاجات اللواتي يرغبن في تحقيقها خاصة الفتيات العازبات أو المتزوجات الراغبات في الإنجاب فتجلبن الحناء والبخور والجاوي وتعطرن أنفسهن وتستحمن بمياه تلك الزاوية مع إشعال الشموع التي يجب أن لا تلمس أو يعمد أحد على إطفائها وإلا ستكون عاقبته الحرمان من بعض الأرزاق على حد عقليتهم. كما أنه في وقت مضى كان مركزا لاختيار الفتاة وتصاهر العائلات، والعروس كانت تزف إلى الحمام بأغاني النسوة وتقوم بمزج السواك وطلاء شعرها بمادة الطفل والحناء ثم تخرج بالبرنوس الأبيض تيمنا وتبركا بحياة زوجية بيضاء. في حين أبدت لنا عجوز مرت عليها سنون في قيادة حمام أجدادها بعض الأسى لقلة الإقبال من قبل النسوة خاصة منهن العصريات والتوجه إلى الدوش العصري الذي أصبح يخصص مساحات كبيرة للمساج والماكياج والصونة، بالإضافة إلى تحضير مستحضرات جديدة ومتطورة. كما أن هناك حمامات عصرية بنيت مؤخرا أفقد الطابع التقليدي القديم الذي ترعرعت عليه النسوة بقسنطينة، كما أن جشع بعض الورثة جعل أغلبية الحمامات تباع ثم تهدم لتحل محلها مقاهٍ وبتزيريات أفقدت المواطن الروح الثقافية والارتباط بالماضي.