اعتبر المحلل الأمني، محمد عصامي، أن العملية الإرهابية التي سجلت بوادي زقار في عين القشرة بولاية سكيكدة، مساء أول أمس، والتي استهدفت قافلة من قوات الأمن المشتركة وأدت إلى جرح ومقتل عدد من العسكريين، لا تعني عودة الإرهاب إلى مناطق عرفت استقرارا في السنوات الأخيرة. وصنف محمد عصامي المناطق الإرهابية إلى ثلاث، حسب درجة الخطورة، مشيرا إلى أن عملية وادي زقار ليست الأولى من نوعها. وأوضح المحلل، أمس في اتصال مع "الفجر"، أن المنطقة الحدودية بين جيجلوسكيكدة شهدت لمرات عديدة عمليات إرهابية ولكن ليس بنفس الحجم الذي تعرفه المنطقة الثانية التي تمتد، حسب المحلل، من شرق العاصمة إلى بجاية. وأرجع المتحدث ذلك إلى تمركز كبير للجماعات المسلحة وانتشار لكتائبها مقارنة بباقي مناطق الوطن، حيث كثفت الجماعات الإرهابية مؤخرا من نشاطها الإجرامي في كل من تيزي وزو والبويرة وبومرداس، وأصبحت عملياتها تنفذ بشكل دوري خاصة خلال الأيام الأخيرة، وسمح تمركز مواز لقوات الأمن المشتركة التي تواظب على عمليات التمشيط في المنطقة، بالتقليل نوعا ما من عدد وحجم العمليات الإرهابية بعد أن تمكنت من القضاء على عدد من العناصر المسلحة. وقال محمد عصامي في نفس السياق أن التصنيف الأمني الموضوع وفقا لوتيرة العمليات الإرهابية يضع المنطقة الثانية المذكورة في سلم التصنيف وتليها من حيث الخطورة المنطقة السادسة التي تمتد بين جيجلوسكيكدة والتي عرفت هي الأخرى تصعيدا ملحوظا، آخره مقتل قائد القطاع العملياتي بجيجل، ويأتي في آخر التصنيف المنطقة الثالثة الممتدة ما بين باتنة وتبسة. وغير هذا فإن الوضع الأمني في الجزائر على العموم يبعث على الارتياح وذلك بفضل الاستراتيجيات الجديدة المعتمدة في مجال مكافحة الإرهاب والتي غالبا ما يعاد النظر فيها كل مرة تخترع فيها الجماعات الإرهابية أسلوبا جديدا لتنفيذ هجماتها التي حولتها في الغالب من إرهابية باستعمال المتفجرات والقنابل التقليدية والكمائن إلى انتحارية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة. واعتبر محمد عصامي أن المناطق الثلاث الأكثر تسجيلا للعمليات الإرهابية مقارنة بباقي ولايات الوطن تشترك في العامل الجغرافي والمتمثل في التضاريس الجبلية والغابات التي تساعد الإرهابيين على وضع الكمائن وتنفيذ الاعتداءات على قوافل العسكريين والتسلل بعدها إلى الجبال والغابات، وهو العامل المفقود في ولايات أخرى الذي استغلته الجماعات الإرهابية لمواصلة نشاطها وإثبات وجودها. وأضاف ذات المصدر أن العناصر الإرهابية تهدف من خلال توسيع حجم عملياتها قدر المستطاع خارج المثلث (تيزي وزو، بومرداس والبويرة) إلى شرق الجزائر للتشويش على الوضع الأمني وقوات مكافحة الإرهاب ومنه الدولة بأكملها ومحاولة تعميم أطروحة تدهوره وانعدام الاستقرار على أغلبية مناطق الوطن وصنع صدى إعلامي أكبر بكثير من الذي يحدث إن ارتكزت الجماعات المسلحة في منطقة واحدة . ويشار إلى أن أغلب العمليات الإرهابية المنفذة خارج منطقة القبائل، استهدفت قوات الأمن وخلفت ضحايا أغلبهم مدنيون.