التجار عندنا لا يعرفون رمضان إلا مناسبة لمزيد من الجشع ورفع الأسعار والسواد الأعظم منهم يرى في هذا الشهر الفضيل الذي ينعت على أنه للرحمة ومضاعفة فعل الخير فرصة مواتية لتحقيق أرباح إضافية فتراهم ناشطين بما فيهم كبار السن يحملون الصناديق والأكياس الكبرى المحملة بالسلع حتى لوسقطوا تعبا ومع ذلك تزداد المحلات بهاء وتمتلئ الرفوف عن آخرها ..فهم ينظرون الى رمضان كشهر وحم للرجال وفي ذلك جانب كبير من الصح فالكثير لا ينظر طيلة شهر كامل لمأكولات على غرار "الزلابية" والزبيب وحتى "الفلان" لتجدهم في رمضان لا يتخلون عن مثل هذه المأكولات التي هي في واقعنا كجزائريين لا تسمن من جوع ... المتعارف عليه كذلك أن هذا الشهر الذي وجد أصلا للصوم والرحمة ومساعدة الفقراء والمعوزين والتقرب أكثر من الله بالعبادة تحول الى شهر أكثر ما فيه للاستهلاك وربما هوما جعل من بعض الأشخاص يحسب له حسابا من منظور مادي لا غير فيستعدون له بتخصيص ميزانية وهوأيضا ما قتح الباب واسعا أمام بعض التجار الجشعين الذين لا يترددون في التنافس على إفراغ الجيوب خاصة في ظل تحرير الأسعار وقلة الرقابة ولا حديث عن بعض السلوكات اللامسؤولة وغير القانونية التي يلجأ إليها بعض التجار وحتى أعوان الرقابة أنفسهم. أسواقنا من شرق البلاد الى جنوبها ومن غربها الى وسطها ميزتها الغلاء وارتفاع الأسعار والمؤكد أن أغلب المواطنين سيتعبون خلال هذا الشهر الذي يتزامن والدخول الاجتماعي وما يلزمه من متطلبات سيما في جانبه التعليمي وأن المعوزين وضعاف الدخل سيدفعون الثمن غاليا ولا قفة رمضان التي هي في الواقع قفة العار بالنظر لمحتوياتها وقيمتها المالية التي لا تتجاوز في أبعد تقدير الأربعة آلاف دينار ولا مساعدات التمدرس والهلال الأحمر بمقدورها أن تخفف الأعباء .. فشطارة التجار أقوى من تطمينات الوزير جعبوب وتضامن ولد عباس؟