دخلت الدراما وأفلام السينما على خط المواجهة المباشرة التي تخوضها اليمن ضد ما يسمى الإرهاب، وجاء العرض الأول لفيلم "الرهان الخاسر" في صنعاء وسط حضور رسمي ودبلوماسي عربي وأجنبي، ليعلن انطلاق ساحة مجابهة أخرى مع الإرهاب. جاء الفيلم في وقت تزايدت فيه الهجمات والتفجيرات التي تشنها جماعات تحسب على تنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما جعل للفيلم أهميته لكونه يعرض صورة واضحة حول ظاهرة الإرهاب والأسباب التي تؤدي إلى تناميها، والمخاطر التي تحدثها على المجتمع والبلد. ويحكي الفيلم، ومدته ساعة وخمسة وأربعون دقيقة، قصة سائحة أجنبية تدعى ماريا تقوم بزيارة سياحية لمنطقة أثرية باليمن، وتلتقي بفتاة يمنية اسمها شيماء تعمل مترجمة للسياح، وتتوطد العلاقة بينهما. ولكن المفاجأة تحدث بقيام مجموعة متطرفة - يقودها شقيق الفتاة اليمنية - بخطف السائحة ماريا مع فوجها الأجنبي، وتتصاعد الأحداث وتحصل مجابهة عسكرية مع المجموعة مما يؤدي إلى مقتل والد السائحة الأجنبية. ورغم المأساة التي حلت بالسائحة وهي مصرع والدها فإنها تؤكد - عند مغادرتها مطار صنعاء - أن الإرهاب لن يمنعها من زيارة اليمن ثانية. ومع أن الفيلم يعرض بشكل مباشر مشاهد تعري أفكار التطرف وأعمال العنف لدى بعض الجماعات الإسلامية، فإن مخرجه الدكتور فضل العلفي ينفي أن يكون موجها ضد جهة معينة، وإنما يتناول الإرهاب بوصفه فكرا له مخاطره على المجتمع. من جانبه تحدث النجم نبيل حزام الذي قام بدور قائد المجموعة الإرهابية، عن الدور الذي أداه والذي أحدث نقلة نوعية في حياته المهنية والفنية، وقال "قدمت دورا جديدا قد يكون شرّيرا، ولكنه دور أحببته وتعايشت مع الشخصية بكل تفاصيلها وإيحاءاتها النفسية المريضة، وكل ملامحها الداخلية والخارجية" وقال" إن أي متطرف سواء في تنظيم القاعدة أو جماعة الحوثي أو غيرهم ممن يعتمدون العنف وسيلة في حل الخلافات، أو الوصول لمآرب أو تحقيق أهداف تضر بالمجتمع والبلد، لن نخشى من مواجهتهم وإنكار أفكارهم الخاطئة والخطيرة". يشار هنا إلى أن الفيلم هو من الأعمال التي خرجت عن مسار الدراما اليمنية بشكل كامل من خلال الرؤية الإخراجية، وكذلك المضامين القوية التي احتواها العمل، ومن خلال أداء الممثل اليمني أيضا. فالنص كان متماسكا، ورؤية المخرج فضل العلفي الإخراجية كانت متناغمة مع حركة الكاميرا التي أعطاها المصور عادل العديل بعدا حيويا جديدا على عين المشاهد، كما كان أداء الممثلين متوازنا وواعيا لكل تفاصيل العمل، فاختلف بذلك تماما عما قدم من دراما سابقة. وقد أشار مخرج الفيلم إلى أن التكلفة بلغت 18 مليون ريال (حدود 100 ألف دولار أمريكي)، وسيجري عرضه في الجامعات والمدارس وتجمعات الشباب، ومن ثم دور العرض، كما سيتم بيعه في أقراص مضغوطة قبل عرضه في قنوات التلفزيون ومحافل السينما العربية والأجنبية.