اهتزت العاصمة اليمنية، أمس، على وقع تفجير انتحاري عنيف استهدف السفارة الأمريكية بصنعاء خلف في حصيلة أولية مصرع 16 شخصا من بينهم ستة مهاجمين وستة من رجال أمن وأربعة مدنيين وإصابة آخرين.وأكدت السفارة الأمريكية في اليمن نبأ انفجار سيارة مفخخة خارج مجمع السفارة وتحدث عن سقوط ضحايا من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقال ريان غليا، المتحدث باسم السفارة الأمريكية إن سيارة مفخخة انفجرت، صباح أمس، عند المدخل الرئيسي للسفارة في صنعاء حيث وقع انفجار أول ثم تلته عدة تفجيرات ثانوية. وأضاف "لدينا تقارير تفيد بسقوط ضحايا لكن لا يمكن تأكيد العدد أو جنسيات المصابين أو مدى خطورة الإصابات". وقال شهود عيان إن التفجير وقع عندما فجّر انتحاري سيارة أمام المدخل الرئيس لمبنى السيارة تلاه مباشرة إطلاق نار من قبل مسلحين كانوا على متن سيارة ثانية على رجال الأمن. وقد شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنى السفارة شديدة التحصين كما تناثرت أشلاء الضحايا على مساحة واسعة من مكان التفجير في مشهد تقشعر له الأبدان. ومباشرة بعد شيوع أنباء وقوع الهجوم أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الإسلامي في اليمن" مسؤوليتها عن الهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء وهددت بشن هجمات على سفارات أخرى منها سفارة بريطانيا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت مصادر إعلامية غربية إن تنظيم القاعدة لديه عدة خلايا في اليمن وفي الأغلب فإن هذه الجماعة المتشددة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم تتبع هذا التنظيم، مشيرة إلى أن تركيبة تنظيم القاعدة في اليمن تبقى معقدة للغاية. يذكر أن السفارة الأمريكية في صنعاء كانت تعرضت في ال 18 مارس الماضي إلى هجوم بالقذائف الصاروخية تبناه فرع القاعدة في اليمن "كتائب جند اليمن" لكن المهاجمين أخطأوا الهدف، حيث سقطت القذائف على مدرسة قريبة من مبنى السفارة أدت إلى مصرع شرطي وتلميذة وإصابة عدد آخرين. ودفع هذا الهجوم بالولاياتالمتحدة إلى تقليص بعثتها الدبلوماسية في صنعاء وطلبت من الموظفين الذي اعتبرت أنه لا ضرورة لوجودهم إلى مغادرة اليمن. وأثار تفجير أمس استنكار واشنطن التي أدانت بشدة العملية وقدمت تعازيها إلى عائلات الضحايا. وقال غوردن جوندرو، المتحدث باسم البيت الأبيض "إن العملية التفجيرية التي استهدفت سفارتنا بصنعاء تجعلنا نذكر أننا سنواصل مواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة سواء داخل الولاياتالمتحدة أو في باقي أنحاء العام". وأكد مواصلة الإدارة الأمريكية للتعاون مع الحكومة اليمنية لتعزيز سبل مكافحة الإرهاب ومنع وقوع هجمات جديدة. للإشارة، فإن الحكومة اليمنية كانت قد انضمت إلى الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الإرهاب بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها اليمن في سبتمبر 2001.