ردت الحكومة العراقية بحدة على تقارير صحفية تحدثت عن تجسس الولاياتالمتحدة على رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من وزرائه وموظفيه، وحذرت من أن العلاقات مع المؤسسات الأمريكية المعنية ستتأثر سلبا في حال ثبوت صحة هذه التقارير. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ أن العراقيين سيطرحون المسألة على نظرائهم الأمريكيين وسيطلبون تفسيرا لذلك، مشيرا إلى أنه في حال ثبوت صحة التقارير فإن ذلك يعني أنه ليس هناك أجواء ثقة وأن مؤسسات الولاياتالمتحدة تستخدم للتجسس على الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وأضاف أن هذه المسألة ستلقي بظلالها على العلاقات مع هذه المؤسسات في المستقبل، في إشارة إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي. وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن الإدارة الأمريكية ليست بحاجة للتجسس على المالكي لمعرفة ما يفكر به نظرا إلى العلاقات الوثيقة والصريحة القائمة بينه وبين الرئيس جورج بوش، وقالت بيرينو "إننا نتعامل طوال الوقت مع رئيس الوزراء، سفيرنا يراه كل يوم تقريبا والرئيس بوش يتحدث معه كل أسبوعين على أقل تقدير عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة". وأضافت بدون أن تنفي صراحة مسألة التجسس "إننا نعرف ما يفكر به لأنه يقوله لنا بصراحة كبيرة جدا". وذكر وودورد في كتابه أن عمليات التجسس هذه أثارت قلق بعض كبار المسؤولين الأمريكيين، ونقل عن أحد المصادر الكثيرة التي يستند إليها قوله "إننا على علم بكل ما يقوله" المالكي. وأقر مسؤول على اطلاع على هذا الملف ب"حساسية المسألة وتساءل هل كان الأمر يستحق المخاطرة في ظل جهود بوش لكسب ثقة المالكي؟".