تشهد محلات بيع الألبسة الجاهزة للأطفال هذه الأيام بالجزائر العاصمة ازدحاما كبيرا، ففي مثل هذه المناسبات تعودت العائلات الجزائرية على اقتناء ملابس جديدة لأبنائها لإدخال الفرحة إلى قلوبهم وكذا إعداد بعض الحلويات لاستقبال الزوار الذين يتبادلون التهاني. وفي جولة قادتنا إلى بعض المحلات بشارع "العربي بن مهيدي" لاحظنا الإقبال الكبير للأولياء عليها إلا أن اغلبهم اجمعوا على أن الأسعار في هذه المحلات جد مرتفعة ولا تتماشى وقدرات "جيوبهم" بالرغم من التخفيضات التي يقترحها الباعة، لذلك فان معظمهم قرروا الاتجاه إلى الأسواق الشعبية عسى أن يجدوا فيها ما يف رح أبناءهم ولا يلهب جيوبهم. وحسب السيد "عمر. م" أب لثلاث أطفال فان مصاريف شهر رمضان الذي تزامن هذا العام مع الدخول المدرسي لم يترك له فرصة للادخار بالرغم من سياسة التقشف التي اتبعها لتوفير بعض النقود لذلك فهو قد قرر شراء الملابس لابنة الصغرى فقط التي مازالت لم تلتحق بالمدرسة أما الاثنين الآخرين فقد حضر لهم الألبسة التي اشتروها أثناء الدخول المدرسي لهذا الموسم. وفي ذات السياق بينما نحن في شارع "حسيبة بن بوعلي" لا حظنا امتلاء محلات بيع الألبسة الصينية بالمشترين الذين فضلوا اللجوء لهذه السلع نظرا لأسعارها المنخفضة مقارنة بالمستوردة من بلدان أوروبية كفرنسا وايطاليا، على الرغم من أنها لا تحترم مقاييس الجودة وكون أن المواد المصنوعة بها مضرة بالصحة حسب ما أثبتته نتائج الأبحاث التي أجريت عليها. وحسب السيدة "فتحية ع" من بلدية بلكور فقد أبدت استيائها الكبير من الارتفاع المذهل للأسعار قائلة "إلي ماعندوش شكارة مايكسيش أولاده "، وهي قررت اقتناء ما يلزم أبناؤها الخمس من محلات الألبسة القديمة التي يطلق عليها تسمية "لافريبري"، لذلك فهي تقصدها كل يوم عسى أن تجد ما يلائم لكسوتهم في هذه المناسبة المباركة، وفي اعتقادها فهي ذات جودة كونها آتية من الغرب، وهي أفضل من السلع الصينية وكذا المحلية. وعلى صعيد اخر فان ربات البيوت يتجهن للأسواق الشعبية لشراء مواد صنع الحلويات التي تعرف هي الأخرى ارتفاعا محسوسا في الأسعار مع اقتراب عيد الفطر.