كشفت التحقيقات التي لازالت المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب تواصلها بولاية بومرداس عن معطيات جديدة حول من يقف وراء تفجيرات الشهر الماضي التي استهدفت الأكاديمية العليا للدرك الوطني والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين والطلبة الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا حديثا. وأشارت مصادر خاصة إلى أن المتهم الرئيسي في التخطيط والإعداد لهذه العملية الإرهابية هم عناصر في المنطقة الثانية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" التي تضم ولايات بومرداس، البويرة، تيزي وزو وبجاية، وأن هذه العناصر تنتمي إلى "كتيبة الأرقم" بقيادة الإرهابي المكنى "أبو سليمان"؛ حيث أفادت مصادر أنها من بين أخطر الكتائب الدموية بالمنطقة لاحتوائها على عناصر خطرة على غرار الإرهابي عبد الملك قوري وغيره من الإرهابيين النشطاء الذين كان بعضهم ينتمي إلى الجماعة المسلحة قبل تشكيل التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ليتحول فيما بعد إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب". وأضاف المصدر ذاته أن قوات الأمن في طريقها إلى حل لغز كيفية الإعداد للعملية. وفي هذا الصدد توصلت التحريات مع عدد من الموقوفين في هذه القضية إلى جماعة الدعم والإسناد التي عمدت إلى نقل شاحنة من نوع "يوفو" من ولاية تيزي وزو إلى ولاية بومرداس وبالضبط إلى بلدية سي مصطفى، حيث تم حشوها من قبل الإرهابيين بالمواد المتفجرة في جبال منطقة بوزهر قبل أن يتم تحويلها إلى منطقة يسر عبر جبال مورشيشة. وكان التنقل عبر الأدغال والجبال والطرق الغابية لتفادي عمليات التفتيش عبر نقاط المراقبة التابعة لقوات الأمن والمدعمة بآلات كشف المتفجرات. وأكدت التحقيقات على انتهاج الجماعات الإرهابية وخلايا الدعم والإسناد أسلوب استعمال الوثائق المزورة في اقتناء مستلزماتهم من الأسواق التي تتطلب إثبات الهوية وغيرها من الوثائق الإدارية، حيث توصل المحققون في هذه القضية إلى أن شراء الشاحنة التي تم استعمالها في عملية يسر كانت بوثائق مزورة وتحمل ترقيم ولاية تيزي وزو.