كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية الجزائرية عن مصدر تمويل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بحمض النتريك لصناعات المتفجرات. وقال مصدر أمني للبلاد إنه تم تفكيك شبكة إرهابية مختصة في تمويل وتموين هذا التنظيم بهذه المادة الخطرة والمحظور بيعها. وكشفت مصادر متطابقة عن تورط مخابر خاصة لصناعة المواد الشبه صيدلانية في تموين العناصر الإرهابية بالمواد التي تستعمل في صناعة المتفجرات. وقد تمكنت مصالح الأمن الجزائرية من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص، متهمين بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية بهذه المواد الخطرة وأفادت مصادرنا أن أحد الموقوفين صاحب مخبر لصناعة المواد الشبه صيدلانية ببرج البحري وآخر صاحب محل لصيانة وبيع الأدوات الطبية وشبه صيدلانية برويبة ويتواجد بينهم تاجر جملة في مواد التجميل وقد مول العناصر الإرهابية بمادة النتريك التي استعملت في تفجيرات قصر الحكومة في 11 من أفريل من العام الماضي، وكذا تفجيرات المجلس الدستوري ومكتب الأممالمتحدة بالجزائر. وقد كشفت التحقيقات عن تحديد مكان تواجد المستودع الذي كانت مخبأة به مادة حمض النتريك، حيث اكتشف مكانها بمدينة تيجلابين الواقعة بولاية بومرداس وتنقل المادة المتفجرة إلى معاقل الجماعات الإرهابية بالجبال عن طريق شبكات الدعم. وحسب مصادرنا، فإن بداية الاتصالات كانت بين أحد تجار الجملة في مواد التجميل وشقيقه المتواجد بالجبال، حيث طلب منه التعامل مع الجماعات الإرهابية بشراء بعض المعدات الطبية والصيدلاينة وكذا الأدوية مع مساعدتهم في معاينة المخابر التي تملك معدات خاصة لصناعات المتفجرات ومعرفة ثمنها وكان شقيق أحد الإرهابيين يساعد أخاه في اقتناء هذه المواد الخطرة مقابل أموال معتبرة وكان التاجر يمول الجماعات الإرهابية عن طريق شقيقه الإرهابي بالقطن والكحول الجراحية وضمادات معقمة وحقن قصد إسعاف العناصر الإرهابية التي أصيبت بجروح خلال اشتباكها مع عناصر الأمن. ولشراء مادة النتريك اقترب تاجر الجملة من صاحب محل بيع المعدات الصيدلانية لشراء المادة وكذا كمية من مادة إكزامين وسلمه مبلغ ملويني دنيار جزائري وقد أبلغ صاحب المحل أخ الإرهابي -حسب مصدر أمني- بأنه يبيع الكيلوغرام الواحد من مادة حمض النتريك بأربع مائة وخمسون دج وقد باع صاحب المحل للتاجر أكثر من أربعة آلاف كلغ من حمض النتريك على ثلاث دفعات دون سجل تجاري مقابل مليون دينار جزائري. وأشارت المصادر ذاتها أن كميات الحمض كانت تنقل على متن شاحنات تقوم العناصر الإرهابية بكرائها من مدينة الرويبة في كل مرة وتنقل إلى مخرج مدينة الثنية وبالضبط إلى مدينة سوق الأحد، حيث تنقلها الجماعات الإرهابية عن طريق سيارات نفعية إلى أماكن مجهولة قبل أن تنقل إلى الجبل. وحسب مصادر أمنية متطابقة، فإن هذه الشبكة تعاملت ايضا مع صاحب شركة أمي فارما لابورتوار، الذي مول صاحب الشركة الجماعات الإرهابية بمادة النتريك مقابل 160 مليون سنتيم ويقتني صاحب المخبر المادة من عند شركة ديستريم الخاصة بالبيع بالجملة للمواد الكيماوية المتواجدة بالمنطقة الصناعية الرويبة بواسطة السجل التجاري الخاص بصاحب شركة أمي فارما لابورتوار. هذا وكشفت التحقيقات الأمنية أن حمض النتريك كان ينقل بكميات كبيرة في صفائح بلاستيكية لا تفوق سعتها 42 كلغ من أجل تسهيل عملية نقلها إلى معاقل الجماعات الإرهابية بالجبال ثم على متن شاحنات يتم كراؤها وتوضع هذه المواد في مستودع يتم كرائه من طرف العناصر الإرهابية المسلحة بمدينة تيجلابين. وقد تمكنت نفس الشبكة من شراء ثمانين طنا من حمض النتريك من شركة أورلي فلاي كيميكل الواقع مقرها بحيدرة عن طريق السجل التجاري لشركة أمي فارما لابوراتوار مقابل أربعة ملايين سنتيم وقد استلم أخ التاجر المتهم وهو إرهابي يدعى أنس من ولاية بومرداس الدفعة الأولى من حمض النتريك في صفائح بلاستيكة ذات سعة 42 كلغ للصفيحة وقام بنقلها على متن شاحنتين تابعتين لشركة أمي فارما لابورتوار إلى مستودع تيجلابين بعدها استلم الدفعة الثانية في برميل سعته 270 كلغ وقد طلبت الجماعات الإرهابية من تاجر الجملة شراء كمية كبيرة من الثلاجات المستعملة من أجل استعمالها في صناعة المتفجرات وكذا شراء كميات كبيرة من مادة زيت الصوديوم وكمية آخر من مادة إكزمين وكمية كبيرة من مادة بيروكسيد، وقالت مصادرنا إن هذه الكميات استعملت في العملية الانتحارية التي استهدفت قصر الحكومة وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، وتمول الجماعات الإرهابية من جهتها شبكات الدعم ماديا لفتح محلات خاصة بمواد التجميل ومحلات خاصة لبيع المواد شبه الصيدلانية قصد إبعاد الشبهات عنها