لخصت مجلة "أفريك-آزي" (إفريقيا-آسيا) الوضع في الجزائر أمس في "ثلاث كلمات تتمثل في السلم والنمو والاستقرار" . وفي ملف من 32 صفحة خصص للجزائر، أشارت مجلة "أفريك-آزي" في عددها الخاص بشهري جويلية وأوت إلى أنه "إذا طلب تلخيص حصيلة العقد (الأخير) الغني بالأحداث في ثلاث كلمات فستكون السلم والنمو والاستقرار" . ففي مجال السلم أشارت افتتاحية المجلة إلى أنه "من خلال اقتراح لمواطنيه +المصالحة الوطنية+ القائمة على العفو كمحور رئيسي لسياسة تقويم كان الرئيس بوتفليقة قد لمس توق الشعب الجزائري للسلم بعد أن أنهكته أكثر من عشرية من المواجهات الدامية" . وكتب صاحب الافتتاحية "جاء الشعور بالأمن ليدحض هاجس +العشرية السوداء+ بما "لم يعد يترك مجالا للارتياب: لقد هزم الإرهاب سياسيا وعسكريا" و"حازت الجزائر على الصعيد الدولي على اعتراف الجميع بالجهود التي بذلتها مصالحها الأمنية في كفاحها ضد الإرهاب الذي بدأته وحيدة" . "وها هم الأمريكيون والفرنسيون والألمان والبريطانيون والعرب يقصدونها اليوم للاستفادة من تجربتها الثرية في هذا المجال" . وفي مجال النمو أشارت الافتتاحية إلى أن "الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية التي طبقها رئيس الدولة انطلاقا من رؤية على المدى الطويل بدأت تعطي أكلها" مذكرة بأنه بعد "عكوفها خلال الفترة الممتدة بين 2000 و2004 على ترتيب أمورها قامت الجزائر ببعث مخطط للإنعاش الاقتصادي بغلاف يفوق 150 مليار دولار تلاه مخطط ثان لتنمية الهضاب العليا فثالث لتنمية الجنوب الكبير" بغية "تمكين كامل التراب الوطني من الاستفادة من مداخيل البترول" . أما فيما يتعلق بالاستقرار السياسي فأشارت الافتتاحية إلى أنه "منذ 1999 نظمت انتخابات محلية وجهوية ووطنية بانتظام تم احترام آجالها بصرامة"، مضيفة أن "الجزائر تمكنت بالتالي من تجديد مؤسساتها عن طريق الديموقراطية وبلا عراقيل". ويتواصل الملف بمقال للكاتب السويسري جان زيغلر عضو بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أبرز المبادئ الرئيسة التي ميزت مسار الرئيس بوتفليقة الذي يعد "صوت الصمود والتبصر" بصفته رجل دولة "متمسك أيما تمسك بسيادة الجزائر وبالنضال المتواصل من أجل عالم يسوده السلم والعدل". وخلص السيد جان زيغلر إلى أن "إسداء الرئيس بوتفليقة جائزة نوبل للسلام سيكون بمثابة عرفان لرجل يدافع بلا هوادة على تناغم قيم التنوير والقيم الإسلامية المتمثلة في التسامح وحقوق الإنسان وعلاقات المعاملة بالمثل والتكامل بين الشعوب" وأن "هذه الجائزة ستكون أيضا رد اعتبار مستحق للشعب الجزائري" . وتمثل كل من السياسة الطاقوية للجزائر وإستراتيجيتها الصناعية وتنميتها الفلاحية محاور المقالات المتضمنة في الملف الذي يبرز جهود الحكومة الرامية إلى حشد كافة مواردها البشرية وجاليتها في الخارج لتحقيق أهداف التنمية الوطنية. كما يتطرق الملف أيضا للمكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية على كافة أصعدة الحياة العامة والاجتماعية وينوه بشكل خاص بالشبيبة الجزائرية التي يعتبرها "الورقة الرابحة" للجزائر المتعافية. ويضم الملف أيضا مقالا حول عالم الرياضة من خلال "رهان هام: مكانة الجزائر في المحافل الرياضية للأمم" فيما يغوص مقالان آخران بالقارئ في أعماق تاريخ البلاد مع الإشادة بالأمير عبد القادر "البطل الفذ الذي لا يزال حيا" وتحليلا لنص حول "الإيديولوجية الاستعمارية" . ويضم الملف أيضا مداخلة لسفير الجزائر بفرنسا السيد ميسوم سبيح حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي "ينبغي أن يكون بعده الإنساني المحور الرئيسي" .